رسالة من أرسلان إلى أهالي جبل العرب!
توجّه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان إلى مشايخ وأبناء جبل العرب، فقال: “اتخذت في الأسابيع الماضية قرار مواكبة التطورات بصورة يومية وباتصالات مباشرة مع القيادة السورية والمشايخ والفعاليات في السويداء، من دون التطرّق إلى الأمر من خلال وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الإجتماعي، وعمدتُ إلى استمزاج الآراء كافة والدخول في عمق التفاصيل ومتابعة المطالب والأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الصعبة التي تمرّون بها في سورية عموماً وفي السويداء على وجه الخصوص، والتي نمرّ بها في لبنان”.
وأشار أرسلان في بيان إلى أنّ “المطالب المحقّة التي يؤيدها العقلاء والشرفاء والأبطال هي مطالب كل الشعب السوري الشقيق في مختلف المحافظات، ويعرفُ القاصي والداني أنّ الظروف الإستثنائية والصعبة هي نتاج العقوبات الغربية على البلاد ونتاج قانون قيصر الجائر وقرارات الخنق والحصار بحقّ سورية وشعبها، ومع ذلك، نرى البعض القليل يتفاخر ويتباهى بالتواصل مع الخارج ومع الجهات التي تقف وراء الحصار والعقوبات على سورية وشعبها، ظنّاً منهم أنّهم يستطيعون بذلك قلب الموازين أو تغيير المعادلات”.
وذكّر “بالسنوات الماضية التي وُضعت فيها كل الإمكانات المالية واللوجيستية والعسكرية والإعلامية من قبل أكثر من ٨٠ دولة في العالم والحرب الكونية التي أرادوا منها تركيع سورية وجيشها وشعبها، والنتيجة كانت انتصار سورية وقيادتها وجيشها وشعبها، ممّا جعلهم ينتقلون إلى الحرب الإقتصادية والحصار والعقوبات، وحتماً سيفشلون في مخطّطهم أيضاً، وفشلهم أمام صمود الشعب السوري وحكمة قيادته ستصبح درساً للتاريخ وللأجيال القادمة، وستثبت أن الشعوب هي من تقرّر مصيرها وتحمي دولها في وجه العالم أجمع”.
وأكّد أرسلان أنّ “تاريخ أبناء معروف أهل التوحيد الشّريف، تاريخٌ مشرّفٌ بالإنتصارات والشجاعة والوطنية والرجولة، والموحدون الدروز لا يضيّعون البَوصلة، ولا يعتدون على أحد، ولا يقبلون إلاّ ردّ الإعتداء، ومن هذا المنطلق لن ينجح البعض القليل من المعتدين والموتورين والمغرضين بجرّ السويداء ومشايخها وأهلها إلى المجهول، وبتغيير عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا في جبل العرب كما في كل العالم، وبتشويه تاريخنا ومسلكنا، فمهما حاولوا، سيفشلون”.
وقال: “لمن يعتقد أنّ بإمكانه ركوب موجةٍ ما، أو التحريض وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، أو المساهمة في لعبة التقسيم والانعزال، في داخل السويداء أو خارجها، ولمن يعتقد أن رهاناته الخاطئة قد تصيب، معتمداً على خبرية من هنا وتسجيل صوتي أو صوري من هنالك، فأقول له أنّ كل الرهانات ستسقط، ومن ساهم أو يساهم في تشويه صورة الدروز سيلعنه التاريخ، وتاريخ الدروز وتاريخ سلطان باشا شاهدٌ على ما أقول”.
وختم أرسلان بدعوة العقلاء والأعيان والمشايخ الأجاويد إلى التعلّم من الخيارات السياسية الخاطئة في لبنان منذ عقود ولليوم، وأين أوصلت أصحابها والبلاد وإلى ماذا أدّت؛ كما إلى العمل والمساعدة على تصويب الأمور ووضعها في نصابها الصحيح قبل فوات الآوان، وأن يلجؤوا إلى حوار بنّاء فيما بينهم ومع المعنيين في الدولة لإصلاح الأمور وتحقيق المطالب، معرباً عن الإستعداد الكامل في القيام بكل ما يلزم والمساعدة للوصول إلى الحلول المطلوبة ضمن الإمكانات المتاحة”.