القوات احيت ذكرى ال 41 لاغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل في الاشرفية… حاصباني: لن نسمح باختطاف الدولة لفرض أعراف مدمرة جديدة
نظمت “القوات اللبنانية”، منطقة بيروت، احتفالا في ذكرى مرور 41 عاما على اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل، تحت عنوان “بقينا على وعد البشير … وبقيت لنا الحرية” عند السادسة من مساء اليوم في ساحة ساسين – الاشرفية، حضره النواب: غسان حاصباني، نديم الجميل، اشرف ريفي، فؤاد مخزومي، ملحم رياشي، رازي الحاج، جهاد بقرادوني، غادة ايوب، أديب عبد المسيح، الوزيرة السابقة مي شدياق، يمنى بشير الجميل، منسق بيروت في حزب “القوات” ايلي شربشي، وعدد من الشخصيات السياسية والفاعليات الحزبيةوالاجتماعية ورؤساء المراكز في منطقة بيروت في حزب “القوات”.
قدم الحفل بداية الاعلامي طوني نصار الذي القى كلمة تحدث فيها عن معاني هذه المناسبة.
ووضع النائب حاصباني اكليلا على النصب باسم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، كما وضع النائب بقرادوني اكليلا باسم “تكتل الجمهورية القوية”، ووضع النائب نديم الجميل اكليلا باسم عائلة الرئيس الشهيد بشير الجميل، ثم وضع مانويل طحش اكليلا باسم منطقة بيروت في حزب “القوات”، ووضع شربل ابي عقل اكليلا باسم “شهداء ١٤ أيلول والمقاومة اللبنانية”وبعدها تمت إضاءة شعلة “نور البشير”.
شربشي
ثم القى شربشي كلمة قال فيها: “بقينا على وعد البشير بالإيمان والثبات والنضال، وبقيت لنا الحرية. كان بشير لبنان، الايمان والهوية وصار القضية، وعندما اغتالوه اغتالوا قلب وجسد لبنان، ولكنهم فشلوا ان يغتالوا فكر وروح بشير الذي لا تزال حية فينا ونتنفسها سيادة وحرية على وسع الوطن. ان بشير شهيد الجمهورية والديمقراطية وكل القيم التي تأسست عليها دولة لبنان. بشير اول من اطلق فكرة الجمهورية القوية عندما قال: “لبنان قوي بجيشه ووحدة شعبه”، وهو أول من اطلق برنامج مكافحة الفساد في الدولة وقطاعاتها، ودعم فصل السلطات واللامركزية الادارية وكان مقررا ان يحفظ القضاء نزيها. وهو أول من دافع عن دور لبنان التاريخي ورسالة الحوار والانفتاح والمحافظة على خصوصية كل الطوائف، خافوه فقتلوه لأنه كان رجلا بحجم الوطن”.
وأشار الى أن “لبنان اليوم امام خطر حقيقي يهدد سبب وجوده، هناك محور شر وفساد وقتل واغتيالات لا يؤمن بالدولة والمؤسسات وحق الحياة، محور يتسلل الى خلايا الدولة ويفتك بها”.
وختم: “في أيلول الشهداء نقول لن ننسى، لأننا شعب يفتخر بشهدائه وعلى الوعد مستمرون”.
حاصباني
وألقى حاصباني كلمة قال فيها: “تحية من قلب بيروت النابض، من أعلى نقطة في العاصمة، من ساحة ساسين في الأشرفية في ذكرى البشير، لكم ولكل مواطن في لبنان أو المهجر”.
وأشار إلى أن “المواطنة هي الانتماء أولا للوطن قبل أي شيء آخر والقيام بكل ما هو ممكن للحفاظ عليه والتضحية من أجله مهما كان المعتقد أو الفكر الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي”، وقال: “برز بشير حين بدأ المواطن اللبناني يفقد الأمل باستمرار وجود هذا الوطن الذي كان مهددا بأن يصير وطنا بديلً للآخرين”.
أضاف: “لطالما حمل بعضهم قضايا دول وشعوب أخرى وأعطاها الاولوية حتى ولو على حساب تدمير لبنان. وللأسف ما زال هذا البعض موجودا، حاملا قضايا دول أخرى وخاطفا لبنان لحسابها لتتفاوض عليه. يهدد ويتوعد، ثم يوقع المعاهدات مع الأعداء من دون أن يرمش له جفن. ما أقدم عليه هذا البعض بحق لبنان كان أكبر خدمة لأعداء لبنان. جعل من لبنان دولة فاشلة، نهب أموال شعبها، دمر مؤسساتها، فجر عاصمتها، تهرب من العدالة، وكل ذلك باسم الحفاظ عليه. إذا كانت هذه ممارسات من يدعون الحفاظ على البلاد، فماذا تركوا لم يريد تدميرها؟”.
وتابع: “كان حلم الرئيس الشهيد بشير الجميل أن يبني دولة فككتها الصراعات الدولية والإقليمية والمحلية فيما كانت منهارة كما هي اليوم. حلم بشير هو حلم كل مواطن لبناني حقيقي، وبرهن لنا أن بالامكان تحقيق هذا الحلم، من خلال تجربة ٢١ يوما، حلم دولة قوية:
– دولة تتحقق فيها العدالة بين المواطنين تحت الدستور والقانون، وليس بأعراف يفرضها المستقوي على المستضعف.
– جمهورية ديموقراطية بمؤسسات دستورية، ومسؤولون يقومون بواجبهم ولا يستغلون مواقعهم ليخضعوا الأخرين لإرادتهم.
– جمهورية كل مواطن لبناني فيها يحصل على حقوقه ويقوم بواجباته بالكامل، لا جمهورية بعضهم يدفع ما هو مترتب عليه والبعض الآخر يسرق ويتهرب ويهرب.
– جمهورية قوية ونهائية بشعبها ومؤسساتها وأرضها تمتد على مساحة ١٠٤٥٢ كلم٢”.
وأردف: “كانت الأشرفية بداية البشير، بداية بناء هذه الدولة. واليوم، رغم محاولة تدميرها بانفجار العصر وتهجير أهلها بمشاريع كثيرة، الأشرفية لا تزال صامدة ومصرة أكثر من أي يوم مضى على بناء دولة سيدة، حرة، ومستقلة. يوم، حقق بشير نموذج الدولة خلال ٢١ يوما، كان كثر معارضين وجاهزين للانقضاض عليه. وما زال كثر حتى اليوم، لا يؤمنون بأن لبنان هو فقط للبنانيين، وليس لأحد آخر، وكلما عمل احد لـ”لبنان اولا”، يقفون ضده”.
وتوجه إلى “هؤلاء القدامى والجدد”، بالقول: “لبنان ليس بلدا بديلا لأحد، لبنان ليس مقاطعة من بلد ثان، لبنان ليس منصة لإطلاق الصواريخ والتهجم على اي بلد لحساب بلد آخر”.
أضاف: “لن نرضى بأن يكون لبنان إلا للبنانيين، وطن نهائي لكل ابنائه، وعنده سلطة شرعية واحدة، جيش وطني العقيدة، شعبي الانتماء، يدافع عن كل الشعب اللبناني ولا أحد سواه يحمل سلاح”.
وتابع: “ثمة كلمات كثيرة إيجابية في الظاهر، لكن باطنها يخبىء شيئا آخر، ويحاولون تضليلنا بها:
– حين يتحدثون عن المحاصصة يتكلمون عن التوافق، لكن التوافق يحصل حين يكون هناك تفاهم عام على موضوع رئيسي، ولا يستبدل الديموقراطية ولا يعني الإجماع. لأن الإجماع يعني حين يتخلى الإنسان عن المبادئ والمعتقدات والقيم بحثا عن شيء لا يؤمن به أحد ولا يعترض عليه أحد، لكن ما من قضية عظيمة تم تحقيقها بالإجماع.
– حين يخفون مخالفات واخفاقات الإدارة المركزية، يتحدثون عن العيش المشترك، لكن العيش المشترك ليس محاصصة ولا هو محو هوية بعضنا البعض ولا يتناقض مع مراعاة خصوصية كل مكون من المجتمع دينية كانت أو ثقافية أو اقتصادية.
– حين يريدون نقل السلاح وتهريبه عبر الحدود يتحدثون عن المقاومة، لكن المقاومة هي ضد كل خطر واحتلال من قبل كل الشعب ممثلا بالقوى العسكرية الشرعية وحدها وهي من ينظم عملية الدفاع عن الأرض والشعب والمؤسسات.
– حين يريدون فرض ارادتهم وخلق اعراف جديدة، يتحدثون عن الحوار، لكن الحوار الحقيقي يحصل كل يوم ومن دون منية من أحد. المعارضة تتحاور اليوم مع اطراف سياسية عدة عبر حوارات ثنائية ومتعددة الأطراف لتقريب وجهات النظر والتقاطع على اسم المرشح للرئاسة واولويات المرحلة، والكل لديه طرق للتحاور والتشاور”.
وأردف: “هذا أمر طبيعي بين القوى السياسية، فنحن دعاة حوار وانفتاح، لكن هذه الحوارات لا تخرق الدستور لأنها ليست شرطا مسبقا لالتئام المجلس لانتخاب رئيس، لكن حين تصبح طاولة الحوار شرطا مسبقا لتطبيق الدستور من قبل من هم مؤتمنون عليه وملزمون تطبيقه من دون شروط، تصبح خرقا لهذا الدستور وتأسيسا لأعراف تنقل الجمهورية اللبنانية من حكم ديموقراطي برلماني إلى حكم عرفي همجي لا يشبه الجمهورية التي أسسها المؤسسون ولا التي آمن بها واستشهد من أجلها الكثيرون، وفي مقدمهم الرئيس الشهيد بشير الجميل”.
وقال: “وضع المفكر شارل مالك شروطا للحوار الناجح: أولا، الاحترام المتبادل بين المتحاورين، ثانيا حرية الكشف عن كل شيء، ثالثا احترام الحقيقة من غير تعسف في كل ما يعرض ويقال، رابعا اعتماد قواعد إجرائية للحوار تطبق على جميع المتحاورين على السواء، وخامسا إرادة التوصل إلى اتفاق. أما إذا اختل أحد هذه الشروط الخمسة فبطل الحوار”.
أضاف: “كما وضع غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مقتضيات للحوار البناء “إذا حصل”، ومنها: المجيء إليه من دون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون عمل أي حساب للآخرين، واعتماد الدستور وعده الطريق الوحيدة الواجب سلوكها”.
وسأل: “كم من هذه الشروط غير متوافرة في دعوات الحوار التي نشهدها اليوم، وكم من حوار باطل حصل منذ حوار ٢٠٠٦ والوعد بالصيف الهادئ واعلان بعبدا في ٢٠١٢ “وبلّوا وشربوا ميتو”، وصولا الى الحوار الاقتصادي في بعبدا قبل الانهيار؟”، وقال: “فليسمح لنا كل الذين يحاولون إطلاق علينا مسمى الرافضين والمعرقلين، لأننا لن نسمح باختطاف الدولة واستعمالها رهينة لفرض أعراف مدمرة جديدة وتغطية عرقلتهم للانتخابات الرئاسية، لأن ليس كل مرة “النعم” تحمل الإيجابية و”اللا” تحمل السلبية، فنحن نقول: لا لاستمرار الفساد، وما نقوم به عمل إيجابي، لا لرئيس جمهورية يجسد ثنائية السلاح والفساد ويدير استمرار الانهيار، لا للانقلاب على الدستور وتغطية تسويات الأمر الواقع التي دمرت البلد، لا لحفظ ماء الوجه لمن تسببوا بهذا الواقع، لا لتدمير الدولة، ولا لهدر أموال الناس وسرقتها”.
وختم: “سنبقى نقول لا حتى تستقيم الدولة ويرحل كل واحد نهش في هيكلها ويحاسب الذين نهبوها ودمروها. هكذا قال البشير لا لكل الذين أرادوا اختطاف الجمهورية اللبنانية بالسلاح أو بالفساد. ونحن اليوم نستمر بالقول لا وألف لا، سنبقى على وعد البشير لتبقى لنا الحرية وتصبح الجمهورية قوية. عشتم، عاش البشير فينا ليحيا لبنان”.
ثم قدمت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو نسرين حسني اناشيد واغاني من وحي المناسبة.