قنديل: الإعلام الالكتروني والتلفزيوني لم يعد مهتماً بمنطق حفظ المتلقي للمعلومة الصحيحة، بل يريد منك تشكيل انطباع مقصود من قبله
*عليكم اكتشاف الجزء المخفيّ من الحقيقة حيث إنّ بعض المؤسسات الاعلامية تعتمد الجزء الذي يناسب سياستها بمنأى عن الحقيقة الكاملة التي يتمّ حجبها عن المتلقي وذلك بالاطلاع أكثر على ما تمّ إخفاؤه عمداً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شومان: لغة الإعلام تفقد رسالتها حينما يتعدّد المعنى ويتعثر الفهم أو يقع المعنى في فخ الغموض، أو عندما يصل المعنى غامضاً وملتبساً إلى المتلقي
*الإعلامي القدير لا يستصعب اللغة الفصحى ولا يفرّ منها إلى استسهال العامية بل يتجوّل في مجال اللغة الفصحى وفي مفرداتها وفي معانيها وإلا لن يكون إعلامياً ولا يكون من أبناء المهنة
*ما نشاهده أو نسمعه منذ سنوات في بعض “وسائل الإعلام” ومنها من لغة متدنية ومبتذلة، هو نتاج الانهيار العام الذي نعيشه، حيث اختلطت المعايير والقواعد، واقتحمت لغة السوقة الفضاء العام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالخالق: لا يجوز أن يقوم الصحافي أو الإعلامي بتأليف أو فبركة الخبر الذي يصنع منه نصه الإعلامي، ثمّ يأتي مَن يبني على الخبر المفبرك موقفاً حازماً وقاطعاً إزاء الواقعة التي تمّ اختراعها، وهنا قد لا ينفع النفي والتوضيح
*الدقة والمصداقية أساس في صناعة نصوصنا الإعلامية، أما مَن يعتمد مع جمهوره ومع الرأي العام أساليب الفبركة والكذب صار يجد صعوبة كبيرة في الخداع لأنّ الزمن تغيّر ونعيش في عالم مفتوح
*صورة المزارع الجنوبي البطل إسماعيل ناصر غارقاً حتى منتصف جسمه في تراب أرضه مواجهاً الجرافة الإسرائيلية، شكّلت وانتشارها أكثر من نصف المعركة، وصانع هذه الصورة هو صانع نص إعلامي بامتياز
تواصلت في “قاعة الشهيد خالد علوان” في بيروت، محاضرات ودروس دورة الاستشهاديّة سناء محيدلي للإعداد الإعلامي التي تُنظّمها عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي وجريدة “البناء”.
وفي أسبوعها الثامن، حاضر كلّ من رئيس تحرير “البناء” النائب السابق ناصر قنديل، الكاتب والصحافي توفيق شومان ومدير التحرير المسؤول في جريدة “البناء” رمزي عبد الخالق.
قنديل
رئيس تحرير “البناء” النائب السابق ناصر قنديل أشار إلى أنّ “النص الإعلامي يتكوّن من ثلاثة عناصر أولها الموضوع وثانيها القضية النقاشية والموقف الذي قد يكون استنتاجاً او خلاصة او إعلاناً عن موقف تأييدي أو رافض. فمن يتعاطى النص الإعلامي السياسي عليه تضمينه الأقسام الثلاثة المنفصلة بوضوح وعدم الدمج بينها، بمعنى أنّ المعلومة لا ترتبط بالموقف او الرأي وليست موضع نقاش”.
وأضاف: “العنوان هو مادة للحوار وشرط أساسي للإضاءة على ما تختصره كلّ فقرة يتمّ اختصارها بالعنوان، بمعنى أنّ أيّ عنوان هو فكرة قابلة للتوسيع. ففي اللغة هناك ما يُسمّى علم الاختزال، بحيث نختزل فقرات مطوّلة بعناوين فرعية ولاحقاً نصل الى العناوين الرئيسة”.
وتابع: “عليكم اكتشاف الجزء المخفيّ من الحقيقة حيث إنّ بعض المؤسسات الإعلامية تعتمد الجزء الذي يناسب سياستها بمنأى عن الحقيقة الكاملة التي يتمّ حجبها عن المتلقي وذلك بالاطلاع أكثر على ما تمّ إخفاؤه عمداً”.
وقال: “الإعلام الالكتروني والتلفزيوني لم يعد مهتماً بمنطق حفظ المتلقي للمعلومة الصحيحة، بل يريد منك تشكيل انطباع مقصود من قبله، بحيث أصبح عمله قائماً على المشاعر واللاوعي لدى المتلقي وليس الوعي والبحث عن الخبر الواقعي المتصل بالعقل”.
وختم: “في صناعة النص الإعلامي هناك الموضوع والمشكلة والخلاصة والموقف وتفكيك المادة الإعلامية بين الأصل والمضاف وأخيراً العمل على الانطباع الذي يجب أن يكون ضمن تركيبة النص لكي نصل الى مرتبة الإبهار”.
عبد الخالق
وبعنوان “صناعة النص الإعلامي” تحدّث مدير تحرير “البناء” رمزي عبد الخالق فقال: “ليست سهلةً مهمةُ الحديث عن صناعة النص الإعلامي، خاصة في هذا الزمن الذي نشهد فيه تغيّرات متسارعة في وسائل الاتصال والتواصل، حيث تكاثر الطارئون على المهنة، وصار صحافياً وإعلامياً كلُّ مغرّدٍ بسطرين أو ثلاثة على “تويتر” أو “فيسبوك” وغيرِهما، وصارت مهمة الجمهور المتلقّي أصعب إلى حدّ كبير، نظراً للحاجة إلى الغربلة والفرز بين الغثّ والسمين، بين الصادق والكاذب، بين مَن يعرف ومَن لا يعرف… ودورتنا عنوانها “المعرفة قوّة”.
أضاف: هناك صحافيون وإعلاميون حقيقيون يعرفون أصولَ المهنة وأعرافَها ومواثيقَها، ويعملون بحِرفيةٍ واقتدارٍ في خدمة القرّاء والمتابعين الذين يسعون وراء المعرفة والحقيقة المجرّدة كما هي، لأنّ هناك مَن نذر نفسه للدفاع عن مشروع أو عن قضية سامية يعتبر أنها تساوي وجوده، وهؤلاء ليسوا قلة”.
وأردف: “لنبدأ بسؤال: ما هو النص الإعلامي الذي نحن بصدد صناعته؟ النص الإعلامي ليس فقط الخبر الذي نطّلع من خلاله على حدث معيّن عبر وسائل الإعلام المختلفة، بل لدينا نصوص إعلامية كثيرة ومتنوّعة، أوّلها الخبر طبعاً، ثم هناك البيان الذي يصدر عن حزب أو يصدر عن جهة معينة لتوضيح مسألة أو للتعبير عن موقف، وقد تكون هذه الجهة سياسية أو اقتصادية أو نادياً رياضياً أو بلدية أو غير ذلك…
لدينا أيضاً المقال كنص إعلامي، وهنا تتنوّع الأغراض من كتابة المقال، إما يكون الكاتب بصدد إبداء رأي إزاء حدث معيّن، أو تحليل هذا الحدث وهنا يُفضَّل تضمين المقال معلومات يستقيها الكاتب من مصدرها أو مصادرها، وقد يكون المقال أيضاً عبارة عن موقف تريد الوسيلة الإعلامية إيصالَه إلى مَن يعنيهم الأمر من خلال مقال تنشره أحياناً كافتتاحية بتوقيع المؤسّسة نفسها أو المشرف عليها أو رئيس التحرير أو أحد كتّابِها المعتمَدين.
وهناك موضة أصبحت دارجة منذ بضع سنوات، وهي موضة مقدّمات نشرات الأخبار، كما يحقّ للجريدة مثلاً أن تعرض وجهة نظرها في مقدّمة المانشيت، والمقدّمة هنا وهناك هي نص إعلامي، ولا ننسى أنّ الدراسات على أنواعها هي أولاً وأخيراً نصوص إعلامية، لها سياقاتها الخاصة.
على أنّ كلّ هذه النصوص الإعلامية على تنوّعها واختلافها لها ما يجمعها ويوحّدها في إطار قواعد أوّلها الدقة والمصداقيّة… إذ لا يجوز أن يقوم الصحافي أو الإعلامي بتأليف أو فبركة الخبر الذي يصنع منه نصه الإعلامي، ثمّ يأتي مَن يبني على الخبر المفبرَك موقفاً حازماً وقاطعاً إزاء الواقعة التي تمّ اختراعها، وهنا قد لا ينفع النفي والتوضيح لأنّ بيان النفي سوف يكرّر الخبر لكي ينفيَه، وبالتالي يكون الخبر المفبرك قد نُشر مرتين، مرة حين نُشر ومرة حين جرى نفيُه، وهذا ربما هدفٌ ثانٍ يريد المفبركون الوصولَ إليه”.
وقال: “إذن الدقة والمصداقية هما الأساس بالنسبة لنا في صناعة نصوصنا الإعلامية، أما مَن يعتمد مع جمهوره ومع الرأي العام أساليب الفبركة والكذب صار يجد صعوبة كبيرة في خداع الناس أو لنقل غالبية الناس، لأنّ الزمن تغيّر وبتنا اليوم نعيش في عالم مفتوح على بعضه البعض، ولا مجال لطمس الحقائق والوقائع. وهذا ما نراه واضحاً في فلسطين المحتلة حيث لم يعد العدو الصهيوني قادراً على حرف الأنظار وتحوير الأحداث كما كان يفعل في مراحل سابقة من الصراع، حين كان إعلامه العسكري يتحكّم بما يُنشر أو ما لا يُنشر من صوَر ومعلومات عن اعتداءاته وجرائمه ومجازره بحقّ أبناء شعبنا.
ولعلّ ما رأيناه في تلال كفرشوبا قبل أيام يمثل دليلاً ساطعاً على ما نقول، حيث تراجع العدو الصهيوني أمام هبّة الأهالي التي دعمها الجيش اللبناني بوقفة بطولية في مواجهة جيش العدو، فيما كانت المقاومة حاضرة تراقب المشهد، في ترجمة فعلية لمعادلة القوّة المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة.
وعلى أهمية كلّ ذلك، فصورة المزارع الجنوبي البطل إسماعيل ناصر غارقاً حتى منتصف جسمه في تراب أرضه مواجهاً الجرافة الإسرائيلية، شكّلت وانتشارها أكثر من نصف المعركة، وصانع هذه الصورة هو صانع نص إعلامي بامتياز…”
وختم: “تبقى الإشارة إلى بعض الأساسيات في شكل ومضمون صناعة النص الإعلامي، كأن تكون لغة الإعلامي والصحافي مقبولة، ولا أقول ممتازة كما يُفترض أن تكون، لأنّ زمن الصحافيين الأدباء والشعراء والعمالقة قد ولّى إلى غير رجعة، وصرنا اليوم مع الأسف إذا قرأنا خبراً من 100 كلمة على موقع الكتروني نجد فيه 70 خطأ وربما أكثر. وهذا هو حال بعض من يدّعون أنهم صحافيون وكتاب وإعلاميون، حيث يمكن أن نحدّث بلا حرج عن الفضائح اللغوية في صفحاتهم على مواقع التواصل…
هذا لا يعني أنّ علينا اعتماد لغة معقدة ومفردات آتية من القاموس، لا أبداً. الأفضل اعتماد أسلوب السهل الممتنع، وتبسيط اللغة قدر الإمكان مع الحفاظ على جماليتها… واللغة العربية جميلة جداً وفيها موسيقى رائعة، ولا أكشف سراً إذا قلت إنّ بعض أبرز الكتاب يتّكلون على اللحن…
إشارة أخيرة إلى أهميّة توحيد المصطلحات، يعني لا يمكن أن يرد في خبر من 100 كلمة مرة أميركا ومرة أمريكا، وتوحيد المصطلحات ضروريّ لدى الفرد نفسه كما هو ضروري لدى الوسيلة الإعلامية كلها… وهذا ينطبق أيضاً على أسماء العلم”.
شومان
وتحت عنوان “اللغة وقواعد لا بدّ من مراعاتها” تحدّث الكاتب والصحافي توفيق شومان، فقال: حين نتحدّث عن الإعلام، نستحضر اللغة، إذ لا إعلام من دون لغة، فمهنة الإعلام هي مهنة التعاطي مع الكلمة ومع الجملة ومع الصرف والنحو والدلالة والمعنى، أي أن الإعلام في أحد جوانبه هو مهنة لغوية، او مهنة في اللغة، أقول في أحد جوانبه.
واللغة هي تعبير عن التفكير، وهي في الوقت ذاته أداة اتصال وتواصل بين الأفراد والأفراد وبين الجماعات والجماعات، وهنا نقع على جانبين آخرين من مهنة الإعلام: التفكير والتواصل مع المتلقي أو الاتصال معه، وعلى هذه الحال، تكون اللغة هي الوسيلة التي تُنقل من خلالها الأفكار/ الوقائع/ الأحداث.
لغة التفكير هي اللغة الصامتة، ولغة التعبير هي اللغة الناطقة، بالصوت أو بالكلمة، وهنا لا بأس أن نستدعي ما يقوله الفيلسوف أرسطو: لا يكفي أن تعرف ما تقوله، بل يجب أن تعرف كيف تقوله.
وفي سياق محاضرته رأى شومان أن كثافة الأخطاء النحوية تدل إلى الفقر اللغوي، وكلما اتسع هذا الفقر ضاق المعجم اللغوي، وكلما ضاق المعجم اللغوي يضيق معه حجم المفردات فيتوه المعنى، وعلى الضد من ذلك: كلما اتسع المعجم اللغوي يتسع معه حجم المفردات فيتضح المعنى ويغدو أكثر دقة.
حين نتحدّث هنا عن اللغة. فالمقصود هو الأدب، وفي هذا الجانب، لا بد من الاستشهاد بما يقوله محمد حسنين هيكل: كلّ صحافي حكائي أو نصف روائي، وأيضاً فالتوقف عند ما يقوله نجيب محفوظ: كل صحافي نصف شاعر ونصف أديب، وفي هذين الاستشهادين ما يوجز إلى حد كبير تلك العلاقة بين الإعلام واللغة أو بين الصحافة واللغة، إذ لا إعلام حقيقياً من دون لغة وافية، وذروة اللغة في الأدب، حيث الحفر بالكلمات ميزة هذا العلم أو هذا الفن.
وشدّد على ضرورة الابتعاد عن المشتركات اللفظية مشيراً إلى أن القراءة، وقراءة الأدب بالتحديد تبعد الإعلامي عن المشتركات اللفظية او اللغوية. وهذه المشتركات هي مفردات لكل مفردة معانٍ متعددة، واستخدام هذه المفردات يؤدي إلى تعدد المعنى. فالكاتب أو المذيع او المحاور قد يقصد شيئاً والمتلقي قد يفهم معنًى آخر. وقيمة اللغة هنا ليست فقط بما يقوله الكاتب أو المذيع بل بما يفهمه المتلقي، ولغة الإعلام تفقد رسالتها حينما يتعدّد المعنى ويتعثر الفهم أو يقع المعنى في فخ الغموض، أو عندما يصل المعنى غامضاً وملتبساً إلى المتلقي.
ولذلك لا قيمة لمقاصد الإعلامي من قوله أو نصه إلا بقدر ما يفهم الجمهور هذه المقاصد، وليس مهماً أن يعرف الإعلامي مقاصده، بل المهم أن يعرف الجمهور ما يقصده الإعلامي، وكل تقصير في إيصال المقاصد يتحمّل الإعلامي أوزاره.
الإعلام بجذره اللغوي هو الإخبار بالشيء والتعريف به، والتعريف هو معرفة، والمعرفة هي علم، ولذلك فلغة الإعلام أبعد ما يمكن عن لغة الابتذال أو لغة السوقة بتعبير آخر، وما نشاهده أو نسمعه منذ سنوات في ـ ومن ـ بعض وسائل الإعلام (أضعها بين قوسين) من لغة متدنية ومبتذلة، هو نتاج الانهيار العام الذي نعيشه، حيث اختلطت المعايير والقواعد، واقتحمت لغة السوقة الفضاء العام، مثل أشياء أخرى بتنا نعايشها: ومن نماذجها الفن الهابط والشعر مكسور الأوزان وشيوع لغة الشتيمة، كل ذلك تعبيرات عن رداءة الواقع، ولكنه ليس إعلاماً ولا فناً ولا شعراً ولا هو وسيلة التواصل بين أفراد المجتمع.
المعجم اللغوي في الفصحى أوسع وأضخم بما لا يُقاس مع العامية، والأخيرة قاموسها ضيق ولا يطال دقة المعنى ولا وضوحه في أحيان كثيرة، بل في معظم الأحيان.
وأشار إلى أن هناك لغة وسطى في الإعلام يطلقون عليها اللغة البيضاء، لا هي مستعصية ولا هي مستسهلة، موقعها في منزلة بين المنزلتين، وأما الذهاب إلى الاستسهال في استخدام المفردات أو في بناء النص، فذلك ليس من مهنة الإعلام، ومَن يسلك هذا المسلك سرعان ما يغادر المهنة. فالعامية هي استسهال المهنة وخرق لقواعدها، وأي استسهال لأي مهنة ومهما كانت، مآله مغادرة المهنة.
ولفت شومان إلى أن القصائد التي تغنيها أم كلثوم مثل “الأطلال” و”أغداً ألقاك” و”هذه ليلتي” وغيرها لا يقل رواجها على الإطلاق وحتى هذه الآونة عن أية اغنية أخرى بالعامية، وكذلك الأغاني التي غنتها فيروز ونجاة الصغيرة وعبد الحليم الحافظ ومارسيل خليفة وأحمد قعبور وخالد الهبر وغيرهم، وهنا أنقل رأياً لمنصور الرحباني وكان يتحدث عن أغنية “غنيتُ مكة”، فقال “إن الملحن القدير لا يستصعب الكلمات بل يتجوّل في حقولها”. وهكذا الإعلامي القدير لا يستصعب اللغة الفصحى ولا يفرّ منها إلى استسهال العامية، بل إن الإعلامي يتجوّل في مجال اللغة الفصحى وفي مفرداتها وفي معانيها، وإلا لن يكون إعلامياً ولا يكون من أبناء المهنة.
وختم الكاتب والصحافي توفيق شومان: يقول أحد أقطاب الصحافة سعيد فريحة الذي قال: “من أجل أن يظل صوت الصحافة عالياً يجب أن تكون أخطاؤنا أقل ومتاعبنا أكثر”.