احتفلت مؤسسة التعليم فوق الجميع بالشراكة مع الجامعة الأميركية في بيروت، بتخريج 62 طالبًا وطالبة من مختلف التخصصات، بحضور رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري وسفير دولة قطر ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، ومديرة الشراكات الاستراتيجية في صندوق قطر للتنمية روضة النعيمي، وأفراد من عائلة الجامعة وإدارتها والخريجين والخريجات وعوائلهم.
ألقى خوري كلمة أكد فيها على أهمية هذه المنحة وشكر دولة قطر وصندوق قطر للتنمية ومؤسسة التعليم فوق الجميع لدعمهما للبنان والجامعة الأميركية في بيروت خلال هذه الأوقات الصعبة. وقال أن برنامج منح قطر – التعليم فوق الجميع يضم تحت مظلته 400 مستفيد، ويخلق مجتمعًا فريدًا يعكس القيم المجتمعية التي تتمسك بها الجامعة الأميركية في بيروت. وقال، “تتجلى مساهمات خريجي البرنامج في المجتمع الدولي، ونحن فخورون بهم كممثلين للجامعة الأميركية في بيروت في سعيها لاكتساب المعرفة وإحداث تأثير إيجابي ليس في البيئات المحيطة فحسب، بل وأبعد من ذلك. نحتفل اليوم بالتعلم في أبهى صوره، نحتفل بالتميز، نحتفل بالإنجازات والنجاح، والأهم من ذلك، نحتفل بالعقول الحرة التي تزدهر من الجامعة الأميركية في بيروت نحو العالم.”
من جانبه، ألقى سفير دولة قطر في لبنان كلمة ركز فيها على الشراكة التي يبنيها هذا البرنامج وقال “تمّ تقديم 400 منحة دراسية للحصول على شهادات البكالوريوس للأشقاء اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين. وهو برنامج من شأنه إثراء تجربتهم البحثية ورحلتهم التعليمية في الجامعة الأميركية في بيروت.”
وتابع، “تقف دولة قطر، وكما عهدناها دائماً، إلى جانب لبنان وشعبها في هذه الظروف الصعبة. ليس فقط من خلال الالتزامات المادية والدعم المالي، ولكن أيضا من خلال الشراكات العميقة والمستدامة التي تعزز التعليم النوعي وتبني القدرات. قد تأتي الأزمات وتذهب، ولكن المعرفة تبقى دائماً. لذلك، نحن في دولة قطر، ملتزمون بالاستثمار في المستقبل، بالاستثمار في التعليم. إننا نرى في الشباب القوة التي يمكن أن تغير العالم للأفضل، ومن خلال توفير فرص التعليم النوعي، نحن نساعد في تمكين الشباب وجعلهم نواة التقدم والتطور في مجتمعاتهم.”
وأضاف، “نحن فخورون بشراكتنا مع واحدة من أقدم الجامعات في المنطقة، الجامعة الأميركية في بيروت، تاريخها العريق وتميزها الأكاديمي يجعل منها شريكًا طبيعيًا وقيمًا لتعزيز فرص الشباب للنمو والازدهار. واليوم أنتم تقفون هنا كنتيجة حقيقية لهذه الشراكة، ونحن واثقون بأنكم ستكونون سفراء للمعرفة والتقدم والتغيير الإيجابي في مجتمعاتهم والعالم.”
في خطابها، ألقت روضة النعيمي كلمة للطلاب مشدّدة على أنّ “حفل التخرج اليوم هو نجاح مشترك يشكل بالنسبة لنا دافعًا للاستمرار في جهودنا. تعليمكم الجامعي العالي هو استثمار قيِّم في مستقبلكم ومستقبل أوطانكم. هو الأداة التي تمكنكم من تغيير العالم للأفضل. بمعرفتكم وتحصيلكم العلمي، يمكنكم مواجهة التحديات، وتشكيل المجتمعات، وبناء الاقتصادات.”
وتابعت، “في صندوق قطر للتنمية، نتعامل مع التعليم بجدية شديدة، نحن نؤمن أن التعليم ليس حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان فحسب، بل هو وسيلة لتحقيق الحرية. يمنح الأفراد القدرة على تعزيز مهاراتهم واكتساب الأدوات اللازمة لخلق فرص لحياة محترمة وكريمة. هو يساعد على تعزيز قيم التسامح والاحترام والتعاطف، التي تلعب دورًا في بناء مجتمعات أكثر تكاملاً وتماسكًا. تحقيق هذا الحق هو مكون رئيسي لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية. لذلك ومن خلال توفير المنح الدراسية، نبرهن على التزام قطر الراسخ بالوصول إلى تعليم نوعي في جميع أنحاء العالم وخصوصاً المتضررة من الأزمات.”
وفي رسالته معلقاً على الحفل، قال طلال الهذال، مدير برنامج الفاخورة التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع، “على الرغم من عدم قدرتي على حضور الحفل اليوم، أتقدم بأحر التهاني لخريجينا. إن إنجازاتهم اليوم، من خلال برنامج منح قطر، تعكس قوة التفاني والتعليم. نحن نعمل في مؤسسة التعليم فوق الجميع على ضمان حق الشباب في الحصول على تعليم نوعي عالي الجودة، وخاصة في المناطق التي تعاني من تحديات اقتصادية واجتماعية. يهدف هذا البرنامج إلى تمكين شبابنا وتشجيعهم على المساهمة بنشاط في تنمية وإعادة بناء مجتمعاتهم. يمثل هذا التخرج بداية المسير نحو أهداف أكبر وعالم يتسم بالتفاهم المتبادل والازدهار. بفضل المهارات والمعرفة التي اكتسبوها من الجامعة الأميركية في بيروت، فهم جاهزون لإحداث تغيير إيجابي والمحافظة على إرث الجامعة الأميركية في بيروت المتميز. وبينما ينطلقون في الفصل التالي، نحن واثقون في قدرتهم على التحمل والالتزام بإحداث فارق كبير.”
استمر الحفل بعرض فيديو يسلط الضوء على أنشطة وإنجازات البرنامج خلال السنتين الماضيتين. ثم ألقى مدير المنحة الدكتور جوزف قسطنطين كلمة تحفيزية تحت عنوان “الأمل موجود هنا” حيث ألقى الضوء على الصعوبات التي واجهها هؤلاء الخريجون، وقال، “أنتم الطلاب الذين نجوا من جائحة عالمية، وأنتم الجيل الذي ساهم في إعادة بناء هذه المدينة بعد تدميرها في الرابع من أغسطس. لقد نظرتم خلال الأنقاض وأكدّتم أنكم لا يمكن أن تُكسروا أبدًا!”
شمل الحفل أيضًا العرض النهائي لأفضل المشاركين في مسابقة ACE Talks، وهي مسابقة في الخطابة نظمها برنامج منح قطر – التعليم فوق الجميع في الجامعة الأميركية في بيروت. ثم تم الاختيار النهائي عبر التصويت الحي عبر الإنترنت من الحضور لصالح: عبد القادر عطرش، سارة غناوي، لين كمّون وأندرو فيليبس.
بعد ذلك تم تقديم عرض موسيقي بقيادة احدى طالبات البرنامج تمارا خوري بالتعاون مع برنامج زكي ناصيف في الجامعة الأميركية في بيروت. ثم التقط الخريجون صورة جماعية مع رئيس الجامعة والسفير القطري ومدير شراكات الصندوق القطري للتنمية والمدير الأكاديمي للجامعة ونائب العميد ومدير المنحة، وبعد ذلك تم توزيع الجوائز على الخريجين الذين حصلوا على أعلى المعدلات والأكثر مشاركة في منصة التواصل مع قطر. ثم تمت دعوة المتنافسين في مسابقة ACE Talks إلى المسرح لاستلام ترتيبهم المصنّف من قبل الجمهور وجوائزهم. واختتم الحدث بحفل استقبال.