اطلت فلة الجزائرية في لقاء متلفز مع رودولف هلال في برنامجه (المجهول ) بعد غياب عن الشاشة الاعلامية . اطلت
بثقة عميقة بالنفس وبصراحة متناهية وهي المعلمة الصامدة في صومعتها الغنائية والمؤمنة بقدراتها الصوتية التي نصبتها سلطانة على عرش الغناء الشرقي فكانت حكيمة في الرد على كل الاسئلة المحرجة خصوصا فيما يتعلق باستبعادها عن الضوء ومحاربتها بالخفاء وبكل المكائد التي تعرضت لها لانها رفضت التنازل والمسايرة على حساب فنها . هذة هي فلة الجزائرية بكل عفويتها متصالحة مع نفسها صادقة مع جمهورها وكبيرة في عزة كرامتها وشموخها لا تخشى المواجهة .
ان تاريخها الغنائي قد يكون مجهولا عند الجيل اليوم لانه لا يعرف بان فلة في فرنسا واوروبا كانت الرقم الصعب وما حققته من نجاحات وانتصارات فنية لم يصل اليها غيرها من بنات جيلها وما جنته من مال لم تنعم به اية مطربة عربية ومع ذلك لم تدخر فلسا بل كانت عطوفة رحيمة كريمة سخية مع منا حولها .
في هذة الحلقة سطرت فلة ببيان فني صريح كل الامور العالقة بالنسبة لحضورها الفني فاكدت بان اولاد الحرام اخطأووا لم حاولوا نفيها فكانت موهبتها اقوى من دسائسهم وان غالبية ما نراه او نتابعه على السوشيل ميديا ليس الا صفقة شراء من قبل النجوم لنجوميتهم الهشة وكرنفالا دعائيا مزيفا وان الله غفور رحيم لشعوذاتهم كما صرحت بان الاعلام كان مقصرا في ناحية ما بحقها فما صرحت به هو الحقيقة العارية لان موهبة بمساحة موهبتها وقدراتها الصوتية من الضروري الاهتمام بها وتقديرها من قبل جهات رسمية كما يحصل مع اصالة وانغام وامال ماهر ومي فاروق وان تكون الشركات الانتاجية الكبرى متحمسة للانتاج لها بالرغم من ان شركة العنود برودكشن كفت ووفت في هذا الشأن على قدر المتاح لها من امكانيات فانتجت لها اروع الالبومات .
فلة لا تغني بل هي موسوعة غناء تلحينا وعزفا وصوتا وامكانية ثقافية عميقة تجيد العديد من اللغات الاجنبية وان حضورها الاثر يجذب المتلقي للانتشاء طربا . بهذة العودة من الضروري او ربما حان الوقت للاهتمام بهذا الصوت النادر الذي يجسد ذاكرة كاملة للتاريخ وان نزيل ولو اعلاميا العقبات من طريقها لان منصب سلطان اعلى المراتب قيمة وهي لا تتعدى اللقب بل موهبتها الرخيمة تفوق الالقاب وتتربع على عرش القلوب .