إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
تحدث سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس من القدس المحتلة حيث قال:
بأن عدداً من وسائل التواصل الاجتماعي نشرت يوم أمس فيلماً يوثق إقدام عدد من رجال الدين اليهودي (الحاخامات) على الإساءة للإيمان والعقيدة المسيحية والتطاول بشكل مهين ومسيء على السيد المسيح وأمه العذراء البتول (نعتذر عن نشر هذا الفيلم على صفحاتنا بسبب ما تضمنه من عبارات بذيئة).
وقال سيادته :
بأن هذه العنصرية والكراهية والتطاول على الرموز الدينية إنما هي أمر نرفضه جملةً وتفصيلاً .
ويبدو أن أولئك الذين شتموا وبصقوا على السيد المسيح وهو معلق على خشبة الصليب قبل أكثر من ألفي عام لم يغيروا من عقليتهم وهم ذاتهم الذين يشتمونه ويبصقون عليه اليوم .
وأنها المدرسة العنصرية ذاتها والتي نلمس وجودها وخاصة في القدس حيث يشتموننا ويبصقون علينا في شوارع القدس كما أنهم يهينون الرموز الدينية المسيحية بشكل دائم ومستمر .
وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
إننا هنا لا نريد التعميم فليس كل اليهود يقومون بأعمال من هذا النوع بل إنها مدرسة عنصرية حاقدة فيها المستوطنين والحاخامات الذين يتبنون هذا الفكر العنصري الاقصائي ، وهنالك شريحة من اليهود التي ترفض هذه الأفعال وهذه المواقف اللاحضارية واللإنسانية.
وأمام هذه الإساءات المستمرة والمتواصلة ما هو مطلوب من رؤساء الكنائس المسيحية في القدس كافة ومن كل الكنائس:
بأن يصدروا بيانا و موقفاً واضحاً رافضاً لهذا التطاول على الإيمان المسيحي والرموز الدينية المسيحية .
وأكد سيادته :
كما ويجب التفكير وبشكل جدي في مسألة التوجه إلى القضاء لمساءلة ومحاسبة هؤلاء العنصريين على أفعالهم فلا يجوز الصمت أمام أفعال من هذا النوع .
في المسيحية نحن ننادي دوماً بالمحبة والمسامحة ولكن قيم المحبة والمسامحة في المسيحية لا تعني على الإطلاق الاستسلام للشر والقبول بالعنصرية بل يجب مقاومة هذه الشرور ورفضها بكافة الوسائل السلمية والحضارية التي تنسجم وقيمنا الروحية والإنسانية والإيمانية التي ننادي بها.
وتابع سيادته موضحاً:
نعرف جيداً أن هنالك اختلافات عقائدية وإيمانية جذرية بين الأديان الموجودة في هذا العالم سواء اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية وغيرها .
ولا يجوز أن تتحول الاختلافات العقائدية والإيمانية إلى كراهية وعنصرية وتحريض وتطاول على الرموز الدينية.
يحق لكل مؤمن ومن أي ديانة كان أن يدافع عن إيمانه وعقيدته كما يريد.
ولكن لا يجوز الوقوع في المحظور وأن يتحول الخطاب الديني إلى خطاب كراهية وعنصرية لأننا نؤمن بأن الله محبة ومن نادى بالله وآمن به لا يجوز أن ينادي بالكراهية والبغضاء والعنصرية والطائفية .
إننا نرفض مظاهر العنصرية بكافة أشكالها وألوانها وأياً كانت الجهة التي تروج لها .
وهنالك في عالمنا اليوم بعضاً ممن يلبسون ثوب الدين والدين منهم براء وبدلاً من أن يكونوا ناشرين ومبشرين بقيم المحبة والخير والسلام والأخوة الإنسانية نرى خطابهم مليئاً بالبغضاء والكراهية والعنصرية .
إنها مرحلة نحتاج فيها إلى مزيد من الوعي والحكمة والرصانة والإيمان القويم لكي نواجه هذه الشرور في عالمنا ولكي نقاوم مظاهر العنصرية والكراهية التي لا تنسجم ومبادئنا وقيمنا الإنسانية والروحية .
نعيش في فترة حرب ويجب أن نصلي جميعاً من أجل أن تتوقف الحرب ومن أجل سلام مبني على العدالة .
نصلي من أجل أن تتوقف الحرب في غزة وفي لبنان هذا النزيف الذي يؤلم كل إنسان مؤمن عنده قيم أخلاقية أو إنسانية في هذا العالم .