إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس من القدس المحتلة:
بأن الآلام والأحزان تحيط بنا من كل حدب وصوب والدمار والخراب والدماء والمعاناة نراها أمامنا في كل حين .
غزة المنكوبة والمكلومة يعاني أهلها من الحصار والتجويع ناهيك عن الدمار والخراب الذي حل بالقطاع .
وفي لبنان استهداف غير مسبوق للمدنيين وإجرام وتدمير لا يمكن أن يستوعبه عقل بشري .
وتساءل سيادته:
الى اين نحن ذاهبون؟!
هذا هو السؤال الذي يطرحه الكثيرون والبعض باتوا يشعرون باليأس والإحباط وهم يُحزمون أمتعتهم لمغادرة البلاد هرباً من واقع أليم.
وحالة يأس تزداد رقعتها في ظل استمرارية هذه الحرب وفي كل مرة نسمع فيها عن مبادرة لوقف الحرب نصدم بعدها بأخبار عن فشل أو إفشال هذه المحاولات .
ومن يدفع الثمن هو الشعب الأعزل وهم المدنيون وخاصة شريحة الأطفال سواء كان هذا في غزة أم في لبنان .
وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:
نعيش الألم والحزن ولكننا لن نقبل على الإطلاق بأن يتم إغراقنا في ثقافة اليأس والإحباط والقنوط .
نحن أبناء الرجاء وانطلاقاً من هذه القيم التي ننادي بها سنبقى متفائلين وسنبقى نؤمن بأن المستقبل سيكون أفضل من الحاضر .
ولأولئك الذين يفكرون بالمغادرة والهجرة نقول لهم:
بأنكم لن تجدوا مكاناً في هذا العالم أجمل من فلسطين .
وللبنانيين أقول:
لن تجدوا مكاناً في هذا العالم أجمل من لبنان .
نعيش مرحلة في غاية الصعوبة نحتاج فيها إلى الحكمة والبصيرة والوطنية الحقة والثبات والصمود فمن يحب وطنه يجب أن يبقى فيه رغماً عن كل الصعاب لأن المحبة يجب أن تكون مقرونة بالتضحية ، كما ويجب أن يكون هنالك دور للحكماء والعقلاء في هذه المرحلة العصيبة والأليمة التي نمر بها .
لن يبقى الحال على ما هو عليه وكما كان يقول آباءنا وأجدادنا :
(اذا ما خربت ما عمرت) ومن وحي القيامة وفي كنيسة القيامة دائما نقول :
بأن الخير سوف ينتصر على الشر وثقافة الحياة سوف تنتصر على ثقافة الموت ، ونحن أبناء الحياة وسنبقى ننادي بالحياة رافضين مظاهر الحروب وآلة الموت والدمار .
وتابع سيادة المطران عطاالله حنا قائلاً:
إلى متى سوف تستمر إسرائيل في إجرامها وفي قتلها للمدنيين بدون مساءلة أو محاسبة.
وبعض الدول الغربية التي تتشدق بحقوق الإنسان تدعم هذه الحرب بالمال والسلاح ومن يدفع الثمن هو شعبنا الذي ذنبه الوحيد أنه يعيش في هذه الديار ويناضل من أجل أن يعيش بحرية وسلام.
في زمن الحروب والشرور نقول:
بأننا لن نستسلم للشر مهما اشتدت سطوته وقوته ونستمد القوة والعزيمة من قيم إيماننا ومبادئنا .
وأوضح سيادته:
ولسان حالنا بأن أوقفوا العدوان وأوقفوا الحرب في غزة وفي لبنان فشعوب هذه المنطقة تستحق أن تعيش بسلام بعيداً عن ثقافة الموت والحروب والدمار والخراب.
فلسطين ولبنان وسورية وكل هذا المشرق إنما هي أرض متعطشة للعيش بسلام واستقرار بعيداً عن الحروب وثقافة الموت .