قام رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بزيارته الرسمية الأولى منذ توليه مهامه الأسقفية الى بلدة عنجر رافقه فيها مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة،المهندس وسيم رياشي، الأب شربل راشد والمسؤول الإعلامي في الأبرشية خليل عاصي.
واقيم لسيادته استقبال كبير في مركز سركيس زيتليان الثقافي شارك فيه رئيس بلدية عنجر وارتكس خوشيان، ممثل مطرانية الأرمن الأرثوذكس الأرشمندريت انانيا كوجانيان، ممثل مطرانية الأرمن الكاثوليك الأب مسروب طوباليان، ممثل الكنيسة الأرمنية الإنجيلية القس هاكوب اكباشاريان، المطران المتقاعد واروجان هركليان، رئيس حزب الطاشناق في عنجر هاروتيون زيتليان واعضاء لجنة الحزب، ممثلي حزب الطاشناق في زحلة فيكين طوبوزيان و خاجاك بالوليان ، عضو اللجنة المركزية لمطرانية الأرمن الأرثوذكس وومثل مخاتير البقاع لدى الحكومة هاروت لكيسيان، المحامي نزاريت اندكيان، اعضاء المجلس الشعبي في مطرانية الأرمن الأرثوذكس فيكي كاراكشيان وكاربيس بوشاكجيان، مدير مدرسة هاراتش كالوسد كلبنكيان آرمين طاشجيان، اعضاء لجنة صليب اعانة الأرمن فرع عنجر، القاضي سنتيا قصارجي وزوجها المحامي جورج القاصوف، مخاتير البلدة وحشد من المدعوين.
الأرشمندريت كوجنيان
وكانت للأرشمندريت انانيا كوجانيان كلمة ترحيب بالمطران ابراهيم جاء فيها:
” بلدتنا الحبيبة عنجر تهلل فرحاً بزيارة المطران ابراهيم ابراهيم والوفد المرافق
انه يوم تاريخي، فهذه اول زيارة رسمية الى بلدة عنجر من راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك. نحن نعتبر ان عنجر بما لها من تاريخ وما تمثله في الوجدان الأرمني والوجود البقاعي هي امتداد طبيعي لمدينة زحلة واحد حصونها المنيعة، وما زيارة المطران ابراهيم الى البلدة اليوم الا تأكيد على ذلك وتمتين لجسور الأخوّة والتعاون بين عنجر وزحلة لما فيه خير الجميع.”
واضاف” لقد دأب سيادة المطران ابراهيم منذ اليوم الأول على توليه المسؤولية في ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع على تكريس دور مطرانية سيدة النجاة على الصعيد البقاعي واللبناني وصولاً الى المرجعية العالمية لمدينة السلام زحلة بالرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها والتحديات الجمّة التي نواجهها،وايماننا المسيحي المتجذر يبعث فينا روح الأمل ان هذه الظروف ستمر وسنبقى!!”
وختم “سنبقى مسيحيين مشرقيين على ايماننا المنيع، منفتحين على الجميع وفي الوقت ذاته نحافظ على ذاتنا وكياننا على أرض المسيح.
في الأخير أتوجه بالشكر الجزيل الى صاحب السيادة المطران ابراهيم ابراهيم لتكريس هذه الزيارة الرعويّة الى اهله واخوته في بلدة عنجر. اهلاً وسهلاً .”
خوشيان
رئيس بلدية عنجر وارتكس خوشيان رحب بالمطران ابراهيم على طريقته وقال :
” اهنىء سيادتكم لأنكم اتيتم الى المكان الصحيح. هذا المقر بالذات يجمع كل اهالي عنجر من كل اطيافهم.
ارحب بسيادتكم بإسم كل اهالي عنجر واعتبر اننا اليوم في ضيافتكم. نحن نواكب الأمور السياسية والأمنية والإجتماعية في لبنان كوننا من العناصر الفاعلة في هذا البلد، ونحن نثمّن عالياً الحركة المكوكية التي تقومون بها في شتى المجالات الوطنية في لبنان السياسية والأمنية والروحية ،نكبر بكم ونتمنى لكم كل التوفيق.”
وختم ” انا لا أجامل اذا قلت بأنكم بخّور متنقل يبارك الجميع وهذا لسان حال الجميع هنا، وعندما نواكب اعمالكم نشعر بأن الجيش اللبناني ليس الوحيد الذي يحمي الوطن لكن هناك عناصر كانت مهملة في الماضي، والشخصيات امثال سيادتكم يخلقون البسمة والأمل والفرح في هذا المجتمع، ونحن في لبنان اشتقنا للفرح والأمل ،والوضع السيء الذي وصلنا اليه نتحمل نحن مسؤوليته لأننا لم نعرف ان نساعد انفسنا. اصبحتم المدرسة التي تعلّم الإتكال على النفس لنشر المحبة بين الناس لأنه في النهاية هذا الوطن وطننا الى ابد الآبدين. ”
المطران ابراهيم
المطران ابراهيم كر الجميع على حفاوة الإستقبال وشدد على العلاقة التاريخية بين زحلة وعنجر ووما قال:
” الله معكم ومع هذه البلدة العريقة المتجذرة في هذه المنطقة والتاريخ .
لا نستطيع ان نتصور لبنان بدون عنجر، ولا نستطيع ان نتصور عنجر بدونكم، ولا نستطيع ان نتصور زحلة بدون عنجر. هذا البقاع يتنفس برئتين رئيسيتين: زحلة وعنجر، ومن الضروري جداً ان يكون هناك تفاعل بين هاتين المدينتين لكي يبقى السهل الذي يتوسط هاتين المدينتين هو فعلاً جسر اللقاء الدائم لكي يكون المسيحيون بشكل خاص متواصلين وأقوياء في زمن التشرذم والإنقسامات.
بالرغم من كل اليأس والإحباط الذي يحيط بنا لبنان سيبقى. والمسيحيون في لبنان سيبقون لأن لبنان لا يستطيع ان يكون وطن مستقل وذات سيادة الا بوجود المسيحيين،لذلك اليوم اخوتنا المسلمون يجب ان يعرفوا ان مسؤوليتهم الأولى في هذا الوطن هي الحفاظ على هذه الصيغة وعلى المسيحيين. لذلك علينا ان نحافظ على بعضنا البعض مسلمين ومسيحيين لنكمل شهادة العيش الواحد.”
واضاف” ليس من السهل ان ينسى الإنسان التاريخ، وربما ما زلنا نسدد فواتير التاريخ. حكمنا العثمانيون اربعماية سنة وانتزعوا من شراييننا الفكر السياسي والفكر الوطني والفكر السيادي، وعلّمنا ان نكون مخبرين على بعضنا البعض وأن نكون تبعيات، لذلك لم ينجح لبنان كوطن مستقل بعد 400 سنة من الإحتلال، لم يستطع اللبنانيون ان ينسوا الماضي، عاشوا فيه اكثر من الحاضر. واجباتنا جميعاً ان نطوي هذه الصفحة وان ننسى الماضي الأسود ونفتح للحاضر والمستقبل الصفحات البيضاء التي هي بيدينا لأن الكتاب كله بيدينا. الرب دعانا اليوم لنبني وطناً جديداً وان نجدد اللقاء به بين كل ابنائه وان نعيش بسلام وأمان. الخوف الذي زرع في ابائنا واجدادنا هو خوف مبرر، والذي يقول بأنه ليس لدينا الحق ان نخاف فليتذكر التاريخ فيعرف اننا في قلق دائم لأن تاريخنا مقلق ولأن خلفنا مذابح وتهجير وحروب واضطهاد لا يجب ان يسطروا علينا لكن لا يجوز ابداً ان ننساهم.”
وختم المطران ابراهيم” نحن اليوم كمسييحين في لبنان نؤمن بأن لبنان هو لنا، نحن لسنا طارئون على هذا البلد، نحن في صيغته الأساسية المكوّنة. لا احد له منّة علينا بأن نوجد او نزول، هذه مسألة بيدنا وبيد الرب، منفتحين على كل الإرادات الطيبة والحوار والعيش الواحد لكن في القوت نفسه لا يمكن ان نسمح لأحد لن يتخطى الخطوط الحمراء في التعاطي مع المسيحيين لأن كرامتنا هي فوق كل شيء، كرامتنا مرتبطة بكرامة الإنسان ككل الذي زرعها الله في كل انسان من دون اي مقابل، كرامة مجانية اعطيت لنا ونحن نرى ان كرامة لبنان مرتبطة ايضاً بكرامة الإنسان الذي اوجده الله في هذا الوطن. لا يوجد اي شيء بالصدفة، الرب اختارنا جميعاً ان نكون هنا، في عنجر، في زحلة، في الفرزل، في مشغرة وبعلبك، في كل هذه المناطق التاريخية الرائعة ولكن لا نريد ان نعيش في التاريخ بقدر ما نريد بناء التاريخ القادم للأجيال القادمة.
اشكركم لأنكم اعطيتم من وقتكم لإستقبالي في هذه البلدة الغالية جداً على قلبي، انتم اهلي لأنه عندما قست علينا ظروف الحرب في لبنان هجرنا بيوتنا في شرق صيدا وأهلي سكنوا في برج حمود سنوات عديدة وتعلمنا ان الغنى الحقيقي هو ان يعيش الإنسان في منطقة ارمنية.”
المحطة الثانية في الزيارة كانت في متحف حوش موسى- عنجر الذي يحوي تاريخ الشعب الأرمني واستمع سيادته من المسؤولين الى شرح مفصل عن محتويات المتحف والصور التاريخية التي تؤرخ حقبة هامة وهي مقاومة الأرمن في جبل موسى ونجاتهم من الإبادة. وقدّمت ادارة المتحف الى المطران ابراهيم كتابين ” من جبل موسى … الى حوش موسى عنجر” و ” 100 عام على الإبادة الأرمنية .. 100 شهادة عربية.”
كما زار ابراهيم بلدية حوش موسى-عنجر حيث قدّم له رئيس البلدية وارتكس خوشيان ميدالية البلدية عربون محبة وتقدير.
المحطة الثالثة كانت في كنيسة مار بولس للأرمن الأرثوذكس حيث مان الأرشمندريت كوجانيان في الإستقبال وشرح لسيادته عن تاريخ الكنيسة ودورها في المنطقة، ورفعت الصلاة على نية لبنان وشعبه. كما زار المطران ابراهيم نصب شهداء الأرمن حيث وضع اكليلاً من الزهر وصلّى لراحة نفوس الشهداء.
وتفقد المطران ابراهيم والوفد المرافق مدرسة هاراتش كالوسد كلبنكيان حيث اطّلع على اوضاع المدرسة وشارك التلاميذ بعض الألعاب الرياضة وزار الحضانة التابعة للمدرسة ووزع على الأطفال الميداليات الذين فازوا بها في النهار الرياضي الذي نظمته ادارة الحضانة، كما التقط سيادته صورة تذكارية مع الأطفال والإدارة.
وتابع المطران ابراهيم جولته في بلدة عنجر فزار كنيسة سيدة الوردية التابعة لكنيسة ألأرمن الكاثوليك حيث كان الأب مسروب طوباليان في الإستقبال واعطى لمحة عن تاريخ الكنيسة ونشاطها في البلدة، ورفع المطران ابراهيم الصلاة من اجل كل محتاج وكل من يمر في حالة ضيق.
وانتقل سيادته الى زيارة الكنيسة الأرمنية الإنجيلية في عنجر التي تعرضت لحريق منذ حوالي الشهر بسبب احتكاك كهربائي، وكان في استقباله القس هاكوب اكباشاريان وشرح له عن الكنيسة والمشاريع الزراعية التي تقوم بها وتم الإتفاق مع مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود على تفعيل التعاون مع الوزارة،كما زار سيادته المدرسة التابعة للكنيسة واطّلع على اوضاعها .
واختتمت الجولة في مركز و مستوصف صليب إعانة الأرمن في عنجر حيث استمع سيادته من السيدات في المركز الى شرح مفصل عن العمل واتفق على تقوية التعاون مع مستشفى تل شيحا في المجال الإستشفائي والطبي، كما زار سيادته المشغل الحرفي للسيدات وابدى اعجابه بالإنتاج المميز للمركز.
واقيم غداء في مطعم الشمس على شرف المطران ابراهيم والوفد المرافق،حضره مدعي عام البقاع القاضي منيف بركات.