“أبيض أحمر” مسعفو الصليب الأحمر لأول مرة عن الحرب
جرجس: الكتاب يضيء على مآسي الحرب بلسان المسعفين من خلال تجربتهم الشخصية
يصدر في أول أسبوع من شهر آب كتاب “أبيض أحمر: مسعفو الصليب الأحمر لأول مرة عن الحرب” للمسعف السابق والإعلامي رائد جرجس من إصدار دار سائر المشرق.
يجمع الكتاب شهادات العشرات من المسعفين السابقين والإداريين في الصليب الأحمر اللبناني الذين يروون مشاهداتهم وتجاربهم القاسية نفسيًا التي بلغت حد التعرّض لخطر الموت في الكثير من الأحيان. كما يتضمّن الكتاب تفاصيل مهمات نفّذها المسعفون خلال الحروب المتنقلة في لبنان بين سنتي 1989 و1990 والتي طالت العديد من المناطق اللبنانية.
يقول جرجس عن كتابه: “أردت أن يكون هذا العمل تحية تقدير إلى مسعفي ومسعفات الصليب الأحمر اللبناني الذين قاموا بعمل جبار في أصعب الظروف. لقد تمكّن هؤلاء الأبطال بكلّ ما للكلمة من معنى أن يخففوا من معاناة الألوف من الناس في أحلك أيام الحرب، فأنقذوا مصابين وساعدوا في إعادة أسرى وحتى جثامين ضحايا لذويهم محاولين المحافظة على كرامة الإنسان في زمن الدمار والموت”.
ويضيف جرجس: “في وقت يستسهل البعض وخصوصًا من جيل الشباب الحديث عن حمل السلاح وخوض الحروب، تظهر التفاصيل التي يتضمّنها هذا العمل حجم المأساة التي طالت الناس والوطن جراء الاقتتال في لبنان من خلال شهادات مفصّلة بالزمان والمكان وأسماء المسعفين”.
يتألّف الكتاب من ستة أقسام يتضمّن كلّ قسم مواضيع متعددة ذو صلة بجمعية الصليب الأحمر اللبناني وانتشارها في لبنان وكيفية عمل المسعفين وإدارة المراكز بالإضافة إلى جزء مخصص للمسعفين الذين استشهدوا خلال تطوّعهم للعمل الإنساني. كما يجيب أخصائيون في جزء آخر عن أسئلة تتعلّق بتأثيرات ما بعد الصدمة (PTSD) الناجمة عن مشاهدات قاسية أيام الحرب. أما الأقسام المتعلّقة بتفاصيل المهمات وشهادات المسعفين فيستعرضها الكاتب بتسلسل زمني ابتداءً من “حرب التحرير” وصولاً إلى “حرب الإلغاء” وما بينهما من مواجهات محلية بين أطراف متعددة. ويتطرّق الكاتب أيضًا إلى معاناة الأهل بسبب فقدان أحبائهم وإلى أحداث مفجعة أثّرت على نفسية المسعفين وطبعت ذاكرتهم مدى الحياة ما ساهم بتغيير نظرتهم إلى الموت والحياة والحرب بسبب هذه التجربة الخاصة التي خاضوها.
سوف تقدّم المعلومات التي يتضمنها كتاب “أحمر أبيض” مادة مهمة للباحثين والمؤرخين والصحافيين الذين يهتمون بتاريخ لبنان المعاصر وخصوصًا بالنزاعات الداخلية التي أرهقت اللبنانيين وكبّدتهم خسائر بشرية ومادية ومعنوية لا يزالون يعانون منها حتى اليوم.