زار وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي قبل ظهر اليوم في الربوة. واستمر اللقاء ساعة تباحثا خلاله في الشؤون الوطنية والعامة.
وبعد الاجتماع الذي وصفه بالايجابي جدّاً، أصدر الوزير بوشكيان البيان التالي:”تشرّفت بزيارة غبطة البطريرك العبسي. وغبطته من القامات الوطنية والدينية المشهود لها في لبنان والعالم. لقاؤنا مناسبة لأخذ البركة، والوقوف على رأيه السديد، وسعة اطّلاعه، وفكره النيّر.
وكما كلّ مقام ديني-وطني-جامع في لبنان، أعتبر الربوة بيت اللبنانيين يحجّون إليه في كلّ الاوقات، وهذا ما قمت به اليوم.
تبادلت الآراء مع غبطة البطريرك حول الأمور السياسية والاقتصادية والصناعية والاجتماعية. وكان التشديد من قبله على أمرين:
الأول وجوب اسراع المجلس النيابي في انتخاب رئيس للجمهورية،
الثاني وجوب قيام الحكومة في الوقت الفاصل، بما يتوجّب عليها من مسؤوليات واتّخاذ اجراءات وتدابير واصدار قرارات تحدّ من الأزمات، وتخفّف من معاناة المواطنين.
لقد نقلت إليه أجواء مجلس الوزراء التوافقيّة، والتعاون السائد بين رئيس الحكومة الأستاذ نجيب ميقاتي والسادة الوزراء في الادارة الفضلى والرشيدة لشؤون البلاد.
ناقشنا أيضاً قضية المدير العام لوزارة الصناعة السيد داني جدعون من منطلق اداري بحت، مع التوافق التام مع سيّدنا البطريرك على حفظ حقوق الطائفة الكاثوليكية الكريمة في المناصب الاداريّة العامة في الدولة. ولقد أكّدت له كوني من عاصمة الكثلكة في الشرق، أنّني زحلاوي الانتماء، أرمني أورثوذكسي على الهوية، كاثوليكي الهوى.
أطلعت غبطة البطريرك على تفاصيل القضية ومندرجاتها، البعيدة كلّ البعد عن الاستهداف الشخصي والطائفي والمذهبي والمناطقي. وهي في إطار مخالفات اداريّة وتجاوزات قانونية، بعدما أخذ علماً بها،أصدر مجلس الوزراء مجتمعاً قراراً باحالتها الى الهيئة العليا للتأديب. ونحن مع احترام الدستور، ولتعالج القضية ضمن الأطر القانونية. وبانتظار انتهاء الهيئة من دراسة الملف، أمتنع عن التصريح عن القضية ريثما يصدر القرار في شأنها عن الجهة المكلّفة.
وشدّدت أمام غبطته على أن لا قيامة للبنان في ظلّ الشعور بالغبن أو استقواء فريق على آخر، ولا باستغلال البعض للطائفية والمذهبيّة لأغراض خاصة. هذه الأساليب مدمّرة للبنان، وتُبعد اللبنانيين عن المطالبة بالغاء الطائفية، وعن المجتمع المدني المنشود، وعن الذهاب الى اعتماد اللامركزية التي تُعتبر صمّام الأمان لارساء الحياة الديمقراطية السليمة، وضمان الحريات العامة وتأمين التوازن المناطقي.
كان اللقاء ايجابياً جداً. وتوافقت مع غبطة البطريرك على عقد لقاءات دوريّة للمتابعة وأخذ النصح. وتمنّيت له التوفيق في رعاية رعيّته المنتشرة في لبنان ودول العالم حيث يتبوّؤن أفضل المراكز بنجاح وتفوّق.”