فهم تعقيدات الأحداث الإقليمية والعالمية أمر بالغ الأهمية خاصة إذا كان هذا الفهم منهجي متعدد الأوجه في دراسة العلاقات الدولية، والتحولات الجيوسياسية، والمشهد الاقتصادي، والتنمية المجتمعية في المجتمعات العربية، وهنا يقفز إلى الواجهة “ستراتيجيكس” “، كمؤسسة محورية مخصصة لفك رموز هذه التعقيدات
إن نواة مهمة “ستراتيجيكس” متجذرة في الرؤية الثاقبة للمفكر العربي حسن اسميك، وهي رؤيته استشرافية تدفع المركز إلى التطلع إلى أن يكون في طليعة المؤسسات البحثية المؤثرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
بصيرة المفكر إسميك تؤشر إلى أهمية تقديم قراءات وتحليلات متنوعة من وجهات نظر مختلفة حول القضايا العالمية، وبالتالي المساهمة في تحقيق فهم شامل وتيسير أفضل فهم مشترك بين الأطراف المؤثرة والمتأثرة المشاركة في القضايا العالمية، فالنجاحات البارزة التي حققها اسميك لا تستحق الإعجاب فحسب، بل هي أيضًا بمثابة مصدر إلهام للشباب العربي، حيث ترسم إنجازاته صورة حية للإمكانيات التي تقع في متناول أولئك الذين عقدوا العزم على شق طريقهم نحو النجاح.
وقصة إسميك تؤكد أهمية رعاية جيل ليس متعلمًا جيدًا فحسب، بل يمتلك أيضًا العزم على مواجهة التحديات والتغلب عليها، وتعزيز ثقافة المرونة والابتكار، فإرثه بمثابة تذكير بأن السعي وراء المعرفة، إلى جانب أخلاقيات العمل التي لا تتزعزع، يمكن أن يمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقا وازدهارا للأفراد والمجتمعات على حد سواء.
وارى أن أحد الركائز الأساسية لنهج المركز هو النهوض بالدبلوماسية الحديثة، فمن خلال الخوض في تعقيدات العلاقات الدولية، يسعى المركز إلى فك رموز الديناميكيات الأساسية التي تشكل المشهد الجيوسياسي بما يمكن المشاركة الاستباقية القادرة على تعزيز فهم اللاعبين العالميين للتحديات والفرص المتاحة في المنطقة، وتعزيز نهج أكثر دقة واستنارة في التعامل مع الشؤون الدولية.
ومن الأمور الأساسية في منهجية “ستراتيجيكس” التزامه بموقف محايد وموضوعي، ومن خلال الحفاظ على الحياد، يضمن المركز أن تكون تحليلاته مبنية على أبحاث دقيقة وخالية من التحيز، وهذا الالتزام لا يعزز مصداقية المركز فحسب، بل يضعه أيضًا كمصدر موثوق للمعلومات والتحليلات في مجال العلاقات الدولية.
كما ان توسيع مركز “ستراتيجيكس” نطاقه ليشمل الدراسات الاقتصادية المتخصصة، وتقييم الآثار الاقتصادية للأحداث العالمية والإقليمية، كفيل بتقييم وعرض الفرص الاستثمارية المتاحة، ومن خلال القيام بذلك، يزود المركز أصحاب القرار بالمعرفة اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة في بيئة اقتصادية دائمة التغير.
ومن الجوانب المميزة لمهمة المركز التزامه بدراسة وتعزيز التنمية في المجتمعات العربية، لتشمل الخوض في الأبعاد الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تساهم في تقدم المجتمعات، من خلال استقطاب التجارب الرائدة في مجال التنمية إلى تعزيز بيئة مواتية للتقدم والنمو المستدام في العالم العربي.
كما أن إدراك قيمة التعاون واضحة في سعى مركز “ستراتيجيكس” بنشاط إلى إقامة شراكات مع مراكز البحث والدراسات الدولية والإقليمية، وخزانات الأدمغة في الجامعات، وإنشاء منصة لتبادل المعرفة والخبرات.، إذ أن هذا النهج التعاوني لا يثري المساعي البحثية للمركز فحسب، بل يساهم أيضًا في دعم حركة البحث العلمي الأوسع في المنطقة العربية.
وفي جوهرها، فإن مهمة المركز، المستوحاة من رؤية حسن اسميك، تتجاوز مجرد مراقبة الأحداث العالمية. ويسعى بنشاط إلى المساهمة في تشكيل السياسات والقرارات من خلال توفير رؤى قيمة وتعزيز التفاهم المتبادل من خلال تبني نهج شامل ومحايد، يطمح مركز “ستراتيجيكس” إلى لعب دور محوري في تشكيل الخطاب حول العلاقات الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتأثير في نهاية المطاف على وجهات النظر والقرارات العالمية.