احتفلت الجامعة الأميركية في بيروت بالذكرى السنوية الـ 157 لتأسيسها في 3 كانون الأول 1866، ترأسه رئيس الجامعة الأميركية في بيروت وكان المتحدث الرئيسي فيه الدكتور ناصيف حتي، الدبلوماسي والأكاديمي المتميز وخريج الجامعة. وعرض الحفل، الذي أقيم في قاعة أسمبلي هول التاريخية، التقاليد الغنية للجامعة الأميركية في بيروت، بما في ذلك موكب الأساتذة بردائهم الأكاديمي، وتكريم الفائزين في مسابقة المقالات الطلابية السنوية، والعروض الموسيقية.
وفي كلمته الافتتاحية، تحدث رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري عن التزام المؤسسة الطويل الأمد بالتنوع والشمولية والتأثير المجتمعي. وقال خوري، ” تقليدياً، في يوم المؤسّسين، نلتفت إلى الوراء، ونتطلّع إلى الأمام، وننظر داخل ذواتنا،” مسلطاً الضوء على جذور الجامعة الأميركية في بيروت كالكلية السورية الإنجيلية وتطورها إلى منارة للتعليم الليبرالي. وشدد على أهمية العطاء في تاريخ الجامعة الأميركية في بيروت، متحدثا عن حفل العشاء الناجح الذي أقيم مؤخرًا في نيويورك والذي جمع 6 ملايين دولار للمنح الدراسية للطلاب ودعم المرضى.
بالإضافة إلى ذلك، أكد خوري على أهمية يوم العطاء السنوي للجامعة الذي يقام في نفس اليوم كيوم المؤسسين، واصفا إياه بأنه تقليد “يهدف إلى إشراك أُسرتنا العالمية من الخريجين والأصدقاء وإلهامهم لدعم فرص جديدة لطلاب الجامعة الأميركية في بيروت ولأفراد هيئتها التعليمية، وكذلك المجتمعات الأكبر التي نخدم.”
كما تناول خوري دور الجامعة خلال الأوقات الصعبة، مشدداً على ضرورة توفير مساحة كافية لوجهات النظر المتنوعة وتجهيز الطلاب للتعامل بشكل نقدي مع التحديات العالمية، وتحديد القضايا المجتمعية، واستنباط الحلول. وأضاف، “هدفنا هو تخريج “حالمين ومكافحين وبناة لعالم أفضل،” وهي رؤية تتماشى مع رؤية الآباء المؤسسين للجامعة.
قدم الفائزون في مسابقة المقالات الطلابية وجهات نظرهم الفريدة. الفائز بالمركز الأول محمد أبو بكر، وهو باحث في برنامج قادة الغد في مبادرة الشراكة الشرق أوسطية يتخصّص في إدارة الأعمال مع التركيز على المعلومات التجارية وأنظمة القرار في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال، ألهم الجمهور بقراءة مقالته “وراء البحر الأحمر: رحلة الأمل والاتصال الإنساني.”
“بينما أفكر في رحلتي، أدرك أن قصتي تتجاوز كونها قصة البقاء والتطور الشخصي. إنها بمثابة شهادة على تأثير التعاطف والفرص وإمكانات التعليم القادرة على تغيير الحياة،” قال محمد في قراءته.
حصل أحمد كنينه على المركز الثاني في المسابقة، وهو يدرس لشهادتين ثنائيتين في علوم الكمبيوتر في كلية الآداب والعلوم، وفي إدارة الأعمال مع تركيز على ريادة الأعمال والشركات العائلية في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال. واستكشفت مقالته “أوديسا الأمل” وكيف أن التعليم قد ذكّى نيران حسّه المدني وسط رماد الحرب.
أما جوي الأحمر، الفائزة بالمركز الثالث، والتي تتخصص حاليًا في علوم الصحة البيئية في كلية العلوم الصحية، لفتت الانتباه في مقالتها إلى كيف أن الجامعات هي الوصية على القيم الديمقراطية، وتُرعرع المواطَنة المشاركة في جنوب الكرة الأرضية وسط التحديات العالمية.
وفي الكلمة الرئيسية، أكد الدكتور ناصيف حتي، مستفيداً من خبراته الدبلوماسية والأكاديمية الغنية، على أهمية الحوار والتنوع وأهمية بناء الجسور. وشدد على أن “قبول تنوّع وجهات النظر والقيم والأفكار هو ما نحتاج إلى الالتزام به على المستوى المجتمعي كما على المستويين الوطني والدولي. وعلينا أن نبني مفهوم المواطَنة الحقيقية على جميع هذه المستويات.”
وفي معرض حديثه عن الوضع المعقد في لبنان، شدد الدكتور حتي على أنه “من خلال صقل هوية وطنية حقيقية وموحدة، يمكننا أن ننجح في التحدي المتمثل في إضفاء الطابع المؤسساتي على جهاز الدولة الذي سيبقى رهينة للطائفية السياسية.”
واختتم الدكتور حتي كلمته برسالة قوية تعبر عن المرونة والتفاؤل، متأملاً السنوات التي قضاها في الجامعة الأميركية في بيروت. وقال: “لدينا لائحة طويلة مطلوبة من الإصلاحات، والتحسينات المترابطة في مجالات مختلفة. إنها ليست مهمة سهلة ولكن ليس لدينا خيار سوى أن نسلك هذا الطريق على الرغم من العديد من العقبات التي سنواجهها، ومن أجل بناء لبنان جديد للأجيال القادمة. وكما تعلمت من أيامي كطالب في الجامعة الأميركية في بيروت، أؤمن بقوة أننا سنتغلّب على هذه العقبات.”
واختتم الحفل بنشيد الجامعة وموكب الأساتذة التقليدي الذي توجه إلى ساحة الجامعة، مما ترك الحاضرين ملهمين ومفعمين بالأمل.