ألم يحن الوقت لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، لا يكون مارونياً؟
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
من المعترف وحسب العرف رئيس الجمهورية في لبنان يجب أن يكون مارونياً وهو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن. يسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وفقًا لأحكام الدستور. يرأس المجلس الأعلى للدفاع وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تخضع لسلطة مجلس الوزراء، هل من تبوّأوا هذا المنصب عملوا كما هو مطلوب منهم؟
أُنشئ منصب رئيس الجمهورية للمرة الأولى أثناء الانتداب الفرنسي على لبنان عام 1926. وعلى الرغم من أنه لا يذكر في الدستور ديانة من يتولى الرئاسة، فإنه اتفق في الميثاق الوطني الموقع بعام 1943 على أن يكون من يتولى المنصب من الطائفة المسيحية المارونية.
وكان المنصب قبل التوقيع على الميثاق الوطني قد تولاه أشخاص ينتمون إلى طوائف مسيحية أخرى على سبيل المثال أنطوان بريفا أوبوار “لاتيني”لا أحد يذكر اسمه كان قائداً فرنسياً عُيّن بالنيابة رئيساً للبنان من 2 كانون الثاني 1934 وذلك بعد الرئيس شارل دباس “الارثوذكسي” وحتى تعيين الرئيس حبيب باشا السعد في 30 كانون الثاني 1934 أيضاً الرئيس بترو طراد أرثوذكسي من بيروت..
تكاد رئاسة الجمهورية في لبنان أن تتحول إلى كابوس بالنسبة للطائفة المارونية، بعد أن شكلت، على مدى عقود، موقع السلطة شبه المطلقة، ومصدر نفوذ لشخصيات مهمة وأقل أهمية.
أصبحت المارونية السياسية الركيزة الأساسية والعصب الفعلي للنظام، وتحولت إلى طموح لدى كثيرين من الموارنة، إلى درجة أن كل واحد منهم بات يعتبر نفسه مرشحاً فكيف كانت النتيجة عبر التاريخ؟
فلو اقتنعنا أنه يجب أن يكون لبنان وطناً مدنياً علمانياً وإصرار الدول أن يبقى الرئيس مسيحياً في المنطقة ما المانع أن يستلم الحكم أي رئاسة الجمهورية مسيحي وليس من الطائفة المارونية؟
أرثوذكسي مثلاً أو من الممكن أن يكون من الطائفة الأرمنية أو الكاثوليكية ..
متمسكون بالمارونية الرئاسية لماذا؟ ماذا استفاد لبنان من الرئيس الماروني؟
ماذا فعل الرئيس الماروني للبنان؟
إن كنت تريد لبنان أن يصبح دولة مدنية هل تقبل أن تتغير طائفة الرؤوساء الثلاثة؟
ماذا تنتظر ؟