كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة
أيها الأحباء رسالتي إلى قناة الميادين أولاً
إعداد ومتابعة:ربا يوسف شاهين/سورية
ولأن الحقيقة تخيفهم ونقل الواقع للعالم كما هو يفضح جرائمهم و مجازرهم وخاصة بحق أطفال غزة وأهلها وكل فلسطين
يعمدون لإسكات صوتها ( قناة الميادين ).
▪️حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء جميعاً تناولت وسائل الإعلام خلال الساعات الأخيرة بأنه لربما تكون هنالك إجراءات عقابية من قبل سلطات الاحتلال بحق قناة الميادين .
ونحن بدورنا نقول بأننا نرفض هذا الاستهداف وهذا الاضطهاد الذي تتعرض له قناة الميادين كما وغيرها من القنوات التي تسعى لإبراز الحقيقة
ما تقوم به قناة الميادين هو إبراز الحقيقة لا أكثر ولا أقل ، ويبدو ان هذا يزعجهم لأنهم لايريدون ان تصل الحقيقة إلى أبناء أمتنا العربية وإلى الأحرار في مشارق الارض ومغاربها .
إن الحقيقة و خاصةً ما يحدث اليوم في غزة الاعتداءات الهمجية ، الحرب ، القصف ، قتل المدنيين ، استهداف الأبرياء ، تدمير المستشفيات ، تدمير كل شيء في غزة ،
تقريبا نصف غزة مدمرة.
هذه الصور المروعة للدمار الهائل في غزة هي بحد ذاتها أبلغ من اي خطاب.
▪️وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
وقناة الميادين ، كما وغيرها أيضاً من القنوات ، تسعى لإيصال الصورة الحقيقية المروعة ، و المؤلمة ، و المحزنة لكافة أرجاء العالم.
ولذلك ، فإننا نلحظ ، بأن هنالك اتساعاً في رقعة المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في كل بقاع الأرض .
طبعاً ، نحن لم نصل بعد ، إلى المرحلة التي فيها هذه المظاهرات ، وهذا الحراك يمكن أن يؤثر على الرؤساء والقيادات السياسية في الغرب ،
لم نصل بعد لهذه المرحلة ، ولكن هذا الحراك ، يتطور يوماً بعد يوم ، وهناك اتساع في رقعة أولئك الذين يرفضون العدوان ، و يتفهمون معاناة الشعب الفلسطيني ، ويدركون بأن ما يحدث اليوم في غزة ، ليس حرباً على الإرهاب كما تدعي إسرائيل ، بل هي حرب على كل الشعب الفلسطيني ، سواءً في غزة ، أو في الضفة ، أو في القدس.
▪️ووضح سيادة المطران عطاالله حنا:
الحقيقة تخيفهم أبها الأحباء ، وما تقوم به قناة الميادين ، إنما دورٌ يزعج الاحتلال ، لأن قناة الميادين ، هي تنقل الصورة الحقيقية من الميدان ، صورة معاناة الشعب الفلسطيني ،
ما يتعرض له الشعب الفلسطيني .
ونحن نعرب عن تضامننا مع هذه القناة ، و نعرب عن تضامننا مع كل مراسليها في فلسطين ، الذين يعملون على نقل الصورة الحقيقية لمعاناة شعبنا ، لكافة أبناء أمتنا العربية ، ولكافة شعوب العالم.
الاستهداف أيضاً ، يطال ليس فقط الميادين والقنوات التي تنقل الحقيقة ، بل أيضاً الأشخاص ، كل مواطن ، كل إنسان يكتب في السوشال ميديا ، أو يستعمل وسائل التواصل الاجتماعي قد يلاحق.
▪️واضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
خلال الأيام المنصرمة ، كانت هنالك ملاحقة لعدد من المقدسيين ، و لعدد من الشخصيات في الداخل الفلسطيني ، فقط لأنهم استعملوا السوشال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي من اجل التضامن مع غزة.
بمجرد ان تقول : نطالب بوقف الحرب ، نطالب بوقف العدوان ، نترحم على الشهداء ، إلى أخره
هذه المفردات ، ممكن أن تفسر عند الاحتلال ، وكأنها وقوف مع الإرهاب كما يقولون ، وكما يفسرون ، وقد تكون ذريعة لاعتقال هذا الشخص ، والتنكيل به و ملاحقته، وإلى أخره ، وهذا ما حدث خلال الأيام الماضية ، تم اعتقال الكثيرين ، لأنهم كتبوا شيئاً في الفيس بوك ، أو على وسائل التواصل ترحموا على الشهداء طالبوا بوقف العدوان ، إلى أخره ، وهذه في المفهوم الإسرائيلي هي تهمة يجب أن يحاكم عليها هذا الشخص .
انا أعتقد ، بأن هذا كله يدل على حالة ضعف وعجز عند الاحتلال ، حالة الضعف والعجز جعلت هذا الاحتلال ، يخاف من قناة الميادين
يخاف من هؤلاء الشباب والأخوة الأحباء ، الذين يكتبون و يناصرون هذه القضية ، و يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي ، لكي يعبروا عن موقفهم الوطني ، تجاه ما يحدث في غزة ، وما يحدث في فلسطين .
▪️ واكد سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء ، رسالتي إلى قناة الميادين أولاً ، هذه القناة التي نعتز بها ، هذه القناة التي تحدثنا فيها ، وشاركنا في برامجها منذ انطلاقتها ، نقول لهذه القناة ،. ولكل العاملين فيها : بأنكِ لستِ وحدكِ في الساحة ، فكل الشعب الفلسطيني وكلنا مع قناة الميادين ، عندما تستهدف الميادين من الاحتلال
كلنا مع الميادين ، وكلنا نقف مع قناة الميادين كما أننا نرفض هذه الملاحقة الهمجية ، التي يتعرض لها شبابنا ، ونشطاء السوشال ميديا ، ونشطاء التواصل الاجتماعي ، نحن حقيقةً نعيش في حقبة تذكرنا بالنظام الديكتاتوري العسكري البوليسي الذي كان بعد عام 48.
في الناصرة تمت ملاحقة عدد من الشخصيات لأنهم أرادوا ان يرفعوا شعار (اوقفوا الحرب في غزة ) ، هذا الشعار يزعجهم ، هذا الشعار يمسهم.
ولذلك أيها الأحباء ، ما أود أن أقوله لشعبنا الفلسطيني في صبيحة هذا اليوم :
صحيح أن العدوان مستمر ،. صحيح أن التآمر على شعبنا الفلسطيني مستمر ، صحيح أن شهدائنا ليسوا أرقاماً ، ودماء شبابنا ليست رخيصةً ، ومعاناة شعبنا تدل على همجية وعنصرية هذا الاحتلال.
ما أود أن أقوله لكم :
بأن هذا الاحتلال ، يريدنا أن نكون ضعفاء ،
ولن نكون يريدنا أن نكون في حالة استسلام ، ولن نكون ، يريدنا أن نكون في حالة إحباط ويأس و قنوط ، ولن نكون .
فلتكن معنوياتكم عالية ، الحرب شرسة على غزة ، وعلى الضفة ، وعلى القدس ، وعلى كل شعبنا ، في المقابل فلتكن المعنويات عالية ، والإرادة صلبة ، نحن أصحاب قضية عادلة.
مهما ضربونا ، و اعتدوا علينا ، و تآمروا علينا ، و قصفونا ، هذا لن يغير من هذه المعادلة القضية العادلة ، تبقى قضية عادلة ، والاحتلال يبقى احتلالاً ، ويجب أن يزول في وقت من الأوقات ايها الأحباء..
كل التحية لأهلنا في غزة ، نقف إجلالاً و وفاءً لدماء شهدائنا ، و لتضحيات شعبنا في غزة ، وفي الضفة والقدس.
القدس هي العاصمة ، والقدس هي حاضنة المقدسات ، القدس هي العنوان بالنسبة إلينا وهي تستهدف أيضاً ، و بوسائل كثيرةٍ ، معهودةٍ وغير معهودة.
كل التحية من القدس ، لقناة الميادين ، ولكل الأحرار في هذا العالم ، من أبناء شعبنا ، وأمتنا و أصدقائنا ، الذين يستعملون وسائل التواصل ووسائل الإعلام ، من أجل إيصال الصورة الحقيقية لكافة شعوب العالم.
وكل التحية لشعبنا البطل ، الصامد ، المرابط ، في هذه الأرض المقدسة ، وفي غزة بنوع خاص.