صدر عن المنتدى العربي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بيان تضامني مع المدنيين في قطاع غزة (النص أدناه)، والمنتدى منظمة مدنية حقوقية، يضم اتحادات الأشخاص المعوقين في ثلاث عشرة دولة عربية، ومقره في بيروت.
بيان تضامني مع أهلنا في قطاع غزة
في الأسبوع السادس على العدوان الغاشم، ما زالت غزة صامدة تدفع ضريبة دم المدنيين، ولا يزال العالم أجمع متفرجاً على جريمة حرب منظمة تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق نحو مليونين وأربعمئة ألف مدني في قطاع غزة. يقف شاهداً على الاجرام المتأصِّل بهذا الكيان العنصري المحتل، ملقياً آلاف الاطنان من القنابل والصواريخ على المساكن والمدارس والمشافي ودور العبادة، غير آبه بالمدنيين والنساء والاطفال والشيوخ، بعد حرمانهم من الماء والكهرباء والدواء ومحاصرتهم من الجو والبر والبحر، متسبباً بإزالة أحياء كاملة عن الخريطة، ببناها التحتية ومرافقها ومبانيها، وقتل عائلات كاملة في المدن والمخيمات. تجري هذه الجريمة الموصوفة على مرأى ومسمع مما يُسمى بـ”العالم الحر” و”الرأي العام الدولي من دون أن يحرك ساكناً لوقف هذه المجزرة الدموية، بل على العكس فإن وسائل إعلامه تمنع وتقمع التعبير التضامني مع معاناة شعب غزة وفلسطين.
يمارس المحتل سياسة التطهير العِرْقي العنصري بكل وقاحة تجاه المدنيين الفلسطينيين من النساء والأطفال والشيوخ العزل، حيث يجري العمل على دفع السكان، تحت وابل القصف المجنون، من المناطق الشمالية للقطاع باتجاه الجنوب، لتفريغ هذه المناطق من عشرات الاف من المدنيين لتسهيل تسويتها بالارض واعادة احتلالها.
في قطاع غزة اليوم، كل لحظة شهيد وجريح وشخص مُعَوَّق ويتيم جديد، بيت ومدرسة ومستشفى ودار عبادة مدمّر، أعداد الأشخاص المعوقين في غزة تزيد عن معدلاتها العالمية باشواط وذلك بسبب العدوان الدائم على سكانه، ناهيكَ عن العدد المتزايد للأطفال مَجْهولي الهُوِيَّة، كذلك استهداف عائلات بأكملها، وإزالة عشرات العائلات وحذفها من السِجِلّ المدني بسبب استهدافها الوحشي من قِبَل الآلة العسكرية الإسرائيلية الإرهابية. إضافةً، تقوم هذه الآلة وعلى نَحْوٍ مقصود ومُمَنْهَج باستهداف المستشفيات والطواقم الطبيَّة وموظفي الإسعاف والدفاع المدني والصحفيين/ات، هؤلاء الذينَ غالباً ما تقعُ على عاتقهم مسؤولية إنقاذ الجرحى ورصد الانتهاكات ونقل ما يجري في غزة للعالم. فضلاً عن العديد من أشكال التقييدات التي تُمارَس على الفلسطينيين/ات في الضفة الغربية والقدس وأراضي الـ 48، بدءاً بالاستخدام المُفْرِط للقوة والذي يؤدي لقَتْل المدنيين/ات، وفرض الإغلاق على كافَّة المدن، وصولاً إلى اعتقال الفلسطينيين/ات، امتداداً لكافَّة التقييدات المفروضة على الأسرى والأسيرات داخل المعتقلات الإسرائيلية، والتي وصلت في عديد السجون إلى قَطْع الماء والطعام وسَحْب كافَّة المقتنيات وغير ذلك من الممارسات الخانقة.
امام هذه الجريمة ضد الانسانية الموصوفة والمستمرة منذ عقود، ومع حجم الخسائر الهائل من الضحايا المدنيين وهذا الدمار المخيف نناشد العالم بكل قواه الحية والضمير الإنساني إلى ضرورة رفع الصوت والضغط على الحكومات الغربية والعربية لاتخاذ إجراءات سريعة لإدانة هذه الجريمة الوحشية والعمل على وقفها بأسرع وقت، فكل ساعة تأخير تزداد المأساة، ونطالب الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإغاثة الدولية للإسراع في إيجاد ممرات آمنة لإدخال الماء والدواء والطعام الى المدنيين والمصابين والجرحى. والقيام بشتى أنواع المبادرات لتأمين المساعدات العاجلة والفورية لشعبنا في غزة، ومَنْع أي سياسة أو ممارسة ترمي إلى تهجير السُكّان من القطاع، والتوقف عن المشاركة في هذه الانتهاكات سواء بالتزويد بالأسلحة أو الدعم عبر المواقف المُعْلَنة، كما التوقف الفَوْري عن تسييس حقوق الإنسان تلك التي تصفونها بالعالمية وبعدم قابليتها للفَصْل والتجزئة.
إننا في “المنتدى العربي لحقوق الأشخاص المعوقين” نعبّر عن غضبنا وشجبنا وألمنا الشديد لما يحصل وندين بأشد عبارات الاستنكار تلك الإبادة الجماعية الحاصلة وندعو المجتمع الدولي والعالم بأسره التضامن مع الشعب الفلسطيني ومطالبه وحقوقه المشروعة امام هذا العدوان المجرم، وإننا نرصد ما يجري على الأرض، ونجمع البيانات لرفع دعاوى فردية باسم كل شخص معوق لحق به الأذى أو أعيق جراء هذه الجريمة الوحشية.
لن يكسر المحتل مهما تجبّر ومهما طالت الأيام إرادة الشعب الفلسطيني في تحرره وتوقه للحرية ومطالبته في تحقيق حلمه بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس وبعودة جميع أبناءه إلى ربوعها.
المنتدى العربي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023