كتب الصحافي سيزار معوض
مملكة زغرتا سقطت وتهاوت، فيما بعض كهنتها، نوابها ورئيس اتحادها.. يضحكون
ما من شيء أفظع وأشنع وأقصى من أن يكون عدوك يعيش معك، على حسابك وفي بيتك.. عدوك ينظر بعينيك، يأكل ويشرب معك، ينهش لحمك، ليأكلك حيا ويمشي بدفنك.. تلك هي حال زغرتا.. هي متروكة لمصيرها المأساوي ولقدرها الأسود إلى أن يأمر الله بغير ذلك. متى يأمر الله وهل يأمر، لا أعلم لكن ما أنا أكيد منه أننا بحاجة لأعجوبة من عنده كي نستعيد زغرتا من الجحيم الذي وضعتوها فيه..
إلى أن يأمر الله، المذكورين أعلاه، ينتظرون سقوط زغرتا المدوي، سقوطها الأكبر.. ينتظرون، يتربصون، ينتشون، يتناتشون ويستفيدون.. يبيعون، يشترون ويخططون لإحكام قبضتهم أكثر وأكثر والإستيلاء والمصادرة والتفكيك..
عدو زغرتا طبعا ليس الغريب، ليس السوري ولا أي أجنبي، إننا أنتم أعداءها…
من أنتم؟
إلى الآنفي الذكر، شعبها وقاطنيها، أنتم أعداءها لأنكم أعداء بعضكم بعضا وأعداء أنفسكم. أنتم الذين بعتم أرضها وعرضها وبعتم كرامتها ودنستم مقدساتها وشوهتم صورتها وحرفتم تاريخها.. أنتم الذين ترتكبون وتخطئون وتقتلون وتلقون اللوم على هذه البلدة دون أن تعتذرون منها حتى.
فإلى متى؟
أنتم أعداء زغرتا، صحيح أنكم تسكنون فيها لكن أنتم لستم بأهلها ولا أهلا لها، أنتم الذين تنصلتم من ماضيكم ومن تاريخ الأجداد الذين ضحوا بالغالي والنفيس كي نبقى، أنتم الذين بعتم المبادئ من أجل حفنة من الفضة.
أكتب إليكم، وسط ألسنة النيران الملتهبة، أكتب بهول شديد وأشم رائحة نتنة، غريبة ومريبة، رائحة مؤامرة فيها مزيج من الدهاء والعهر والمكر… رائحة قدم وافتراس خطيرة جدا فيما أنتم متلهون كعادتكم بالقشور والميسر والنميمة ناهيك عن المخدرات والرذيلة..
زغرتا متروكة لأقدارها وللمؤامرة وكل واحد فيكم مسؤول بنسب متفاوتة.. بعضكم بلا نظر، البعض الآخر قصير النظر، فيما البقية الباقية منكم مراهق، منفصم، منتفخ جراء الصفقات والسمسرات، ذمي وعميل ومشارك في المؤامرة وينتظر السقوط المدوي لزغرتا الملكة المكللة بالغار..
أكتب وأنظر إلى زغرتا الحبيبة، البلدة التي خرجت من مدرستها رجالا، فلا أجد غير الجواسيس والأزلام. هوت مدينة الأنوار فلا شعاع فيها ولا إشعاع، باتت تعج بالمنافقين وبأشباه رؤساء طغاة وقطاع طرق زعران لا يعرفون غير البيع والشراء..
زغرتا إلى السقوط الكبير والمؤلم. أفلا تصدقون..؟
وان لم تصدقوا.. أتحدى نواب زغرتا ورئيس اتحادها الدكتور زعني خير..
أتحداكم أن تعلنوا على الملأ إحصاء نسب الزغرتاويين مقابل السوريين القاطنين في زغرتا على مدار تسعة أشهر من كل عام..
أتحداكم أن تعلنوا نسبة العائلات الفقيرة الزغرتاوية والعائلات المحتاجة مقابل القصور التي بنيت على حساب الضعفاء.. وأتحداكم أن تصارحوا الزغرتاويين وأن تعلنوا من هم هؤلاء حديثي النعمة والى جانب من يعملون وإلى من يتزلمون ويستزلمون؟
أتحداكم وسأبقى أتحداكم!!!!
أتحداكم أن تسموا عصو البلدية السمسار الذي يبيع العقارات والشقق في اهدن لغير الاهدنيين ويتقاضى 10الاف دولار هدية على كل بيعة..
أتحداكم أن تعلنوا نسبة ولادات الزغرتاويين وتراجعها المخيف والفرق الخطير مع ولادات السوريين، ليرى الجميع نسبة الانحدار السريع لأكبر بلدة مارونية التي طالما تغنيتم بها وتاجرتم بها وفقا لحساباتكم الفوقية..
أخيراً … أتحداكم أن تصارحوا المغتربين.. أين أصبحت ديموغرافية إرث الأجداد في حدود زغرتا التاريخية ولماذا…؟
فهل من ضمير يتحرك أو رجال منكم، إن كان فيكم أو بينكم رجال تتصدى؟؟؟