رسالة مناشدة من سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة للقادة العرب المجتمعون في الرياض.
من القدس أبعث إليكم برسالة ، رسالة استغاثة ورسالة مناشدة ، ورسالة تقول :
يا أيها القادة العرب والمسلمون ، اعملوا من أجل أن يتوقف هذا العدوان ، اليوم اليوم وليس غداً حقناً للدماء ووقفاً للدمار .
إعداد ومتابعة/ربى يوسف شاهين
◾ بدأ سيادة المطران عطاالله حنا رسالته:
الأخوة والأخوات الأحباء و الأعزاء ، وما زالت غزة تنزف دماً ، والدمار والخراب في كل مكان تقريبا نصف غزة دمرت ، ولم يبقى فيها حجر على حجر ، نكبة جديدة تهجير جديد ، ناهيك عن الدماء المسفوكة ، وعن الكم الهائل من الشهداء الذين ارتقوا في ظل هذه العدوان الهمجي ، ناهيك عن أولئك الذين مازالوا تحت الركام .
مأساة غزة لا يمكن أن يستوعبها عقل بشري ، هذه الهمجية ، هذه الوحشية ، هذه الآلة التدميرية .
وكل هذا يحدث ، وقادة العالم في الغرب بتفرجون ولا يحركون ساكناً ، لا بل بعضهم داعمٌ و مؤازرٌ لهذه الآلة التدميرية التي تستهدف شعبنا الفلسطيني .
◾وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
اليوم هنالك قمةٌ عربيةٌ و إسلاميةٌ في الرياض وهنالك أيها الأحباء ، ممن لا يتوقعون شيئا من هذه القمة ، وهنالك من يشككون بأن هذه القمة لن يخرج عنها شيء ، ولن تؤدي إلى أي شيء عملي .
دعونا أيها الأحباء أن نكون متفائلين إلى حد ما بالقدر الممكن ، الذي نستطيع فيه أن نكون فيه متفائلين ، ودعونا أن نكون إيجابيين ، بالقدر الممكن طبعا ، كلنا نعرف الحالة العربية ، وكلنا نعرف ما يحدث ، ولكن دعونا يعني لربما لربما وأنا لا أريد أن أكون مفرطاً في التفاؤل ، لربما هنالك بصيص أمل لربما .
ولذلك أنا أود في صبيحة هذا اليوم ، ومن القدس ، التي أعرف أنها في قلب كل عربي ، وفي قلب كل مسيحي و مسلم ، أناشد و أطالب هذه القمة التي ستعقد اليوم ، بأن تكون قمة يخرج عنها ، ليس فقط بيان ختامي ، شبعنا بيانات وشعبنا خطابات .
ما يحتاجه الفلسطينيون في هذه الأوقات العصيبة
التي يمرون بها ما هو أكثر من البيانات ، لا نريد بيانات شجبٍ و استنكارٍ و تضامنٍ ، طبعا هذا تحصيل حاصل يجب أن يكون.
ولكن نتمنى أن يخرج عن هذه القمة ، ما هو أهم من بيانات التضامن والتعاطف ، وأن تكون هنالك قرارات عملية ، قرارات عملية ضاغطة على القيادات السياسية في الغرب ، لكي يتوقف هذا. العدوان.
◾وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:
إذا لم تكن نتيجة هذه القمة ، أن يتوقف هذا العدوان و بأسرع وقت ممكن
ما قيمة هذه القمم ، وما قيمة هذه الاجتماعات إذا لم تكن نتيجتها ، وقف هذا العدوان الهمجي الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني.
أنا أتمنى من القادة الذين سوف يجتمعون اليوم أن يكونوا على قدر كبير من المسؤولية ، والحكمة ، المسؤولية والحكمة ، لأن ما يمر به الشعب الفلسطيني ، لا يحتمل التأجيل ، ولا يحتمل الانتظار ، في كل يوم تزداد رقعة الدمار ، في كل يوم يزداد عدد الشهداء.
ولذلك نحن نتمنى ونطالب ، من هذه القمة ، التي كنا نتمنى أن تعقد قبل هذا بكثير ، ألا ينتظروا أكثر من شهر لكي تعقد هذه القمة ، ولكن هذا ما يحدث وهذا ما حدث .
◾وتمنى سيادة المطران عطاالله حنا من القادة:
ولكن ما أتمناه ، من القادة العرب ، أن يتوجهوا إلى المؤسسات الأممية في العالم بوفود ،
هم طبعاً يعرفون ماذا يجب أن يفعلوا ، نحن لا نملي عليهم ذلك ، ولكن نحن من منطلق الاحترام والمحبة والحرص ، ومن منطلق الرغبة في أن يتوقف هذا العدوان بأسرع ما يمكن ، نتمنى منهم أن يضغطوا في هذا الاتجاه .
الحرب على غزة لا يجوز أن تستمر أكثر من ذلك
لايجوز يا أيها القادة العرب والمسلمون ، الحرب والعدوان لا يمكن أن يستمر .
شهداؤنا ليسوا أرقاماً ، وهنالك أحلامٌ طمرت تحت الركام ، تحركوا تحركوا قبل فوات الآوان
وإن كان لقاؤكم متأخراً ، ولكن أن تاتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي بالمرة .
تحركوا نصرةً لهذا الشعب ، تحركوا وقفاً لهذا العدوان حقنا للدماء ووقفا للدمار والخراب
لا يمكن لهذه الحالة أن تستمر ، شعبنا ينتظر منكم بارقة أمل ، شعبنا ينتظر منكم موقفاً جاداً و قوياً ، يؤدي إلى وقف العدوان ، وإذا لم يتوقف العدوان فما قيمة هذه القمم ، وهذه الاجتماعات وهذه اللقاءات وهذه الخطابات .
◾واضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
شعبنا في غزة بحاجة إلى الإغاثة ، كل شيء مدمر ، غزة بحاجة اولا الى وقف العدوان ، وثانيا إلى دعم ومؤازرة الاشقاء العرب والأصدقاء في كل مكان ، لإغاثة هذا الشعب.
تصوروا أن هنالك شهر قد مر ، وأكثر من شهر ، والناس لا تجد طعاماً لتأكل ، والناس لا تجد دواءً ، ولا تجد ماءً ، والمستشفيات أصبحت غير أمنة .
هنالك أناس يموتون في المستشفيات ، بسبب القصف ، وبسبب الحصار ، وبسبب انعدام وجود الأشياء الضرورية ، التي يجب أن يستعملها الأطباء و الممرضون في المستشفيات.
من القدس أبعث إليكم برسالة ، رسالة استغاثة ورسالة مناشدة ، ورسالة تقول :
يا أيها القادة العرب والمسلمون ، اعملوا من أجل أن يتوقف هذا العدوان ، اليوم اليوم وليس غداً حقناً للدماء ووقفاً للدمار .