أطلقت طيران الإمارات تشكيلة فريدة من الأمتعة والحقائب والإكسسوارات مصنوعة من مواد معاد تدويرها من الطائرات التي خضعت لتحديث تصاميمها الداخلية. وتجسد هذه المنتجات روح الابتكار المتأصلة في ثقافة طيران الإمارات، والالتزام البيئي المستمر بالاستهلاك المسؤول.
وتضم التشكيلة ذات الإصدار المحدود مجموعة مختارة من حقائب السفر وحقائب الظهر وحقائب اليد، وحاملات البطاقات وحقائب أدوات الزينة والأحزمة، وحتى الأحذية، وجميعها مصممة ومصنوعة على أيدي خياطي طيران الإمارات في ورشة عمل مخصصة للمقصورات، في مركز طيران الإمارات الهندسي بدبي. ومن المقرر البدء ببيع هذه المنتجات في متاجر طيران الإمارات الرسمية عام 2024، والتبرع بجميع عائداتها للأطفال المحتاجين، عبر مؤسسة طيران الإمارات الخيرية. وسوف تعرض تشكيلة مختارة من الحقائب والإكسسوارات في جناح طيران الإمارات بمعرض دبي للطيران، الذي يقام في دبي ورلد سنترال في المدة من 13 إلى 17 نوفمبر الجاري.
وجُمعت المواد المستخدمة في صناعة المنتجات الأنيقة من طائرات الإمارات الإيرباص A380 والبوينج 777. وأعيد استخدام جميع أنواع المواد لصناعة لأمتعة والحقائب، من مساند الرأس المصنوعة من الألومنيوم، إلى الجلود من الأرائك في الصالون الجوي على طائرة A380، إلى أحزمة الأمان وحتى الفراء من مقعد القبطان. ومن بين 16 طائرة جرى تحديثها حتى اليوم، تم بالفعل استعادة أكثر من 14000 كيلوغرام من مختلف المواد. ومع استمرار مشروع التحديث، يمكن استعادة حتى 270 كيلوغراماً من الجلود و627 كيلوغراماً من قماش المقاعد لكل طائرة يجري تحديثها.
ونظراً إلى أن كل قطعة تُصنع يدوياً حسب الطلب، فقد يتاح للعملاء طلب نقوش خاصة بالليزر على بعض الحقائب اليدوية أو حقائب السفر أو حاملات المستندات. ويمكن لعشاق الطيران تسجيل اهتمامهم قريباً على موقع متجر طيران الإمارات، علماً بأن القطع المميزة محدودة العدد.
والمواد المستخدمة في صناعة المنتجات هي الجلود عالية الجودة من مقاعد الدرجة الأولى، وأقمشة المقاعد 95% من الصوف والجلد الخالص من مقعد القبطان. وتغسل جميع الأقمشة في المنشأة، ثم تنظف يدوياً وتطهر تماماً قبل حياكتها وتحويلها إلى قطع فريدة. ويُضاف للحقائب بطانات جديدة وسحابات سهلة.
ويعمل في مركز طيران الإمارات الهندسي فريق مكون من 14 حائكاً (خياطاً)، بمسمى وظيفي “مساعد صيانة هندسية”، ويتضمن دورهم إصلاح وخياطة أي تمزقات في التصاميم الداخلية لأسطول طيران الإمارات. وقد تم تخصيص أربعة من هؤلاء الحائكين حالياً، وبدوام كامل، لمبادرة إعادة التدوير، وتصميم وصناعة المنتجات المعاد تدويرها والتعاون مع الموردين للحصول على أفكار حول كيفية إعادة استخدام مختلف المواد.
وقال أحمد صفا، نائب رئيس أول الدائرة الهندسية في طيران الإمارات: “نحن ملتزمون بالتطوير المستمر لجهود الاستدامة، والنظر في كل جوانب منتجاتنا وسلسلة التوريد. لقد أدركنا أنه يمكن منح هذه المواد حياة ثانية لأنها أصلاً ذات جودة عالية، وتحدّينا فريقنا ليقدم وينفذ أفكاراً إبداعية ومبتكرة، وهذا ما أنتجته ورشتنا للإكسسوارات الخاصة في مركز الإمارات الهندسي! فقد جاءت هذه المبادرة من شغف فريقنا، ونحن فخورون للغاية بكيفية توافقها مع أهدافنا في الابتكار والاستدامة، والأفضل من ذلك، أن جميع الإيرادات ستعود بالنفع على قضايا نبيلة عبر مؤسسة طيران الإمارات الخيرية”.
مشروع طيران الإمارات لتحديث الطائرات
قررت طيران الإمارات في أغسطس 2022، تنفيذ أكبر مشروع معروف لتحديث أسطولها، باستثمار مليارات الدولارات للارتقاء بتجربة العملاء. وتعمل الناقلة على تحديث المقصورات الداخلية بالكامل لـ120 طائرة إيرباص A380 وبوينج 777. ويتولى فريق طيران الإمارات الهندسي إدارة عملية التحديث بالكامل، في مشروع ضخم يستغرق استكماله عامين على الأقل. وبمجرد تحديث طائرات A380، البالغ عددها 67 طائرة وإعادتها إلى الخدمة، ستبدأ عملية تحديث 53 طائرة بوينج 777. ويتضمن المشروع تركيب نحو 4000 مقعد جديد في الدرجة السياحية الممتازة، وتجديد 728 جناحاً في الدرجة الأولى، وترقية أكثر من 5000 مقعد في درجة الأعمال بطرازات وتصاميم جديدة.