د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
يأتي العمال السوريون في مقدمة العمال الذين يأتون إلى لبنان للعمل تاريخياً في المزارع الكبيرة في السهول المجاورة لهم ومنها سهلَيّ البقاع وعكار.
ويعمل السوريون في مجالات لا تتطلب مؤهلات كبيرة فهم يشكلون القسم الأكبر من اليد العاملة في قطاعَيّ البناء والزراعة والخياطة، وفي قطاعَيّ الفنادق والمطاعم يتشاركون مع العمال المصريين وغيرهم من العمال الآسيويين والقليل من العمال الأفارقة .
تُعتبر هجرة الأيدي العاملة إلى لبنان ليست وليدة الأحداث السورية وإنما تقليداً قديماً، إذ إن الحاجة إلى توافر الأيدي العاملة ترتبط بكل مرحلة يُعاني منها لبنان..
إذا ما قارنّا ساعات العمل وأجر العامل السوري في لبنان بساعات عمل المواطن اللبناني وأجره، نرى أنّ العامل السوري يعمل ساعات أكثر مقابل أجر أقل، وهذان العاملان يجعلان رب العمل اللبناني يرغب بتوظيف العامل السوري أكثر من غيره..
وها هي البلديات بعد شبه الانتفاضة على السوريين في لبنان تطالبهم بتحسين أوضاعهم مع أرباب العمل وبحيازة الاقامة أو الرحيل ..
لو رحل هذا العامل وعاد إلى وطنه وعدد كبير منهم لا خلاف له مع النظام، كيف سيكون مصير العمل والعمال في لبنان؟
من سيقبل بالأجر الذي يتقاضاه هذا العامل ؟ من لديه الخبرة التي يملكها؟
ولو افترضنا هناك البديل عنهم من شبابنا اللبنانيين كيف ستكون أجورهم ومن سيتحملها؟
ستصبح أجرة العامل أكثر من خمسين دولاراً لليوم الواحد أي ما يقارب الخمسة ملايين ليرة لبنانية حسب سعر الصرف اليوم هذا إن وافق على هذا المبلغ وسيقول لنا أنا أدفع إيجار البيت والتأمين الصحي والمدارس والجامعات ولا تنسى الأكل والشرب والكهرباء والاشتراك والمواصلات فلو لم أؤمن المال لتغطية كل هذه المصاريف فلن أعمل…
أخي المواطن أنا أيضاً ضد وجود الاخوة السوريين وبهذا العدد ، تذكر جيداً وفكر بكل خطوة قبل أن تُقدم عليها…