حول كلمة سيادة المطران عطاالله حنا
فلتتوقف الحرب فورا وسريعا حقنا للدماء ووقفاً للدمار والخراب.
ربا يوسف شاهين/سورية
ومع استمرار وتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة وجه سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة رسالة إلى احرار العالم قال فيها:
أيها الأحباء الإخوة والأخوات جميعا
وما زال العدوان مستمرا و متواصلا لا بل يزداد همجية وقسوة و كأن المخطط المرسوم من قبل هذه الالة العسكرية الهمجية هو تصفية وجود شعبنا وتدمير كل شيء في غزة الأبية لقد وجهت عدة نداءات واطلقت عدة مبادرات من مرجعيات روحية وإنسانية وحقوقية مطالبة بوقف هذا العدوان ، وهذه الحرب الهمجية
ولكن يبدو ان قادة الاحتلال ومن يدعمهم في الغرب ينطبق عليهم ما قيل يوما في الكتاب المقدس( لهم آذانا ولا يسمعون ولهم عيون ولا يبصرون) للأسف الشديد هؤلاء لا يرون ولا يبصرون إلا ما يصب و مصلحتهم الاستعمارية العنصرية الحاقدة في هذه البقعة المباركة من العالم.
واوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
غزة تستهدف عن بكرة أبيها و كذلك الضفة الغربية وكذلك القدس كل فلسطين أهلها يعانون
ولكن اليوم غزة تنهمر عليها القذائف والصواريخ التي أوتي بها من الغرب لكي تقتل شعبنا و تيتم ابناءنا ولكي تحرق الاخضر واليابس.
وبين سيادة المطران عطاالله حنا:
ما اود ان اقوله في صبيحة هذا اليوم بأننا كمسيحيين ومسلمين في هذا المشرق نحن عائلة واحدة لن يفرقنا أي خطاب طائفي مقيت ايا كان مصدره وأيا كانت الجهة التي تروج له.
ولا يجوز أن نولي أي اهتمام لأي خطاب يهدف إلى إثارة الضغينة والتشرذم والتفكك في مجتمعاتنا كلنا في خندق واحد.
صحيح أن هنالك متآمرون يسعون لتقسيمنا وإثارة الفتن في صفوفنا وبين ظهرانينا .
ولكن يجب أن نواجه هذا الخطاب بالوعي والحكمة و الرصانة.
وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
انظروا إلى غزة وما يحدث فيها هذا الاحتلال وهذا العدوان لا يميز بين كنيسة ومسجد لا يميز بين مسلم ومسيحي لا يميز بين مؤسسة مسيحية أو إسلامية
هم يهددون هم يهددون بقصف المدرسة الارثوذكسية وكذلك المركز الثقافي الأرثوذكسي في غزة هذا المركز العريق الذي خدم أهلنا هناك والذي وقف إلى جانب شعبنا هناك وهنالك اليوم عدد من أبناء غزة المشردين الذين لجأوا إلى هذه المؤسسة المسيحية والتي تحتضنهم بكل محبة.
هم يهددون بقصف هذا المبنى وهو مبنى كبير وجديد وحديث تم تدشينه قلل عامين.
يجب ان نقول لأولئك الذين يطلقون هذه الخطابات لربما دون وعي او لربما بسبب انعدام الحكمة أو المسؤولية وهم في الخارج و كأن الصراع هو صراع ديني و يتحدثون عن الصليب والهلال إلى آخره
حقيقة نحن في فلسطين وفي هذا المشرق نحن عائلة واحدة.
واكد سيادة المطران عطاالله حنا:
الاحتلال يستهدفنا جميعا الاحتلال الذي يستهدف الأقصى هو ذاته الذي يستهدف المقدسات والأوقاف المسيحية وهو ذاته الذي يستهدف المسبحيين في حضورهم وصمودهم و ثباتهم في هذه البقعة المقدسة من العالم.
أيها الأحباء فلتكن بوصلتنا اليوم غزة المنكوبة لا يجوز ان نسمح لأحد بأن يحرف البوصلة نحو اتجاهات اخرى
نحن اصحاب هذه الأرض نحن ابناء فلسطين مسيحيين ومسلمين ابناء هذا المشرق كله المشرق العربي مسيحيين ومسلمين كلنا في خندق واحد ندافع عن أوطاننا ندافع عن قضايانا العادلة ندافع عن القضية الفلسطينية التي هي قضية المسيحيين كما هي قضية المسلمين كما هي قضية كل الأحرار في هذا العالم.
اليوم المظاهرات التي تجوب العواصم العالمية يشارك فيها أشخاص من كل الأديان مسيحيين مسلمين يهود إلى أخره وحدتهم غزة وحدتهم القضية الفلسطينية ولذلك لا يجوز أن نحول الصراع إلى صراع ديني لأنه ليس كذلك هو صراع بين الحق والباطل هو صراع بين شعب يريد أن يحيا بحرية وكرامة و احتلال غاشم يسعى هو ومن يؤازره لتصفية هذه القضية الفلسطينية التي هي انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث.
وشدد سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء في صبيحة هذا اليوم أجدد مناشدتي و مطالبتي ومعنا في هذه المناشدة والمطالبة كل الاحباء وكل الأصدقاء وكل الأحرار من ابناء أمتنا العربية والاحرار في مشارق الأرض ومغاربها وهم من كل الأديان والمذاهب والخلفيات الثقافية و الأثنية
معا سويا نرفع الصوت عاليا مطالبين
أن تتوقف هذه الحرب كفانا دماءاً كفانا دماراً كفانا خراباً.
آن لغزة ان تعيش بامان وسلام
ولكن أين هو الأمان والسلام من هذا العدوان الوحشي ومن هذا الدمار ومن هذا الخراب .
كم من الأطفال يجب أن يقتلوا لكي تتوقف الحرب هل مطلوب أن تباد غزة كلها وأن يقتل كل اطفالها حتى تتوقف هذه الحرب
فلتتوقف هذه الحرب فورا وسريعا حقنا للدماء ووقفاً للدمار والخراب.