معراب – في/29/تشرين الأول 2023
توّقف رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع عند “الأحداث الكبيرة التي نشهدها اليوم، فهناك “جهنّم مفتوحة” في غزّة التي نحن جميعاً متضامنون بكل عمقنا وعواطفنا مع معاناة أهلها. وفي هذه المناسبة أود أن أطلب من الله أن يزيح عنهم هذا الجحيم في أسرع وقت ممكن لأنه فعلاً جحيم بكل ما للكلمة من معنى، كما أؤكد أننا مستمرون في مساعينا لتجنيب لبنان الدخول في الجحيم نفسه “.
كلام جعجع جاء في تصريح له عقب إعلان الأمين العام للحزب المستقيل إميل مكرزل نتائج انتخابات الهيئة التنفيذيّة، في حضور، النواب: ستريدا جعجع، جورج عدوان، بيار بو عاصي، ملحم الرياشي ونزيه متى، أعضاء الهيئة التنفيذيّة المنتخبين: الوزير السابق طوني كرم، النواب السابقين : إيلي كيروز وانطوان زهرا وماجد ايدي ابي اللمع ووهبي قاطيشا، أسعد سعيد، جوزيف جبيلي، ميشال التنوري، دانيال سبيرو، مايا الزغريني وبشير مطر، الأمناء المساعدين المستقيلين: النائب السابق عماد واكيم،
نبيل ابو جودة، وليد هيدموس وجورج عيد، بالإضافة إلى جميع المرشحين لإنتخابات الهيئة التنفيذيّة.
وكان قد استهل جعجع كلمته بالقول: “في هذا النوع من الإجتماعات لا يأتي الكلام معي بسهولة ، انطلاقاً من الفترة التي انتظرناها بغية الوصول إلى هذه اللحظة إلى جانب أهميّة الحدث”.
ولفت إلى أن “الإنتخابات التي أجراها حزب “القوّات” اليوم أتت بعد مسار طويل عمره 40 عاماً من عمر “القوّات اللبنانيّة”، فنحن منذ فترة طويلة نطمح إلى البقاء “مؤسسة نحو المستقبل” كما كنا دائماً، إلا أن هناك بعض الخطوات القانونيّة والرسميّة التي يجب القيام بها بهدف تثبيت وترسيخ هذا الأمر، واليوم يمكننا القول إننا أدينا في هذا المجال قسطنا للعلى، وبطبيعة الحال أنا لا أعني بذلك أننا قمنا بما يجب علينا القيام به و”رح نبرم ضهرنا ونمشي” بل قصدت بهذه العبارة أننا سنعزّز جهدنا من أجل أن “نقفز” أكثر وأكثر نحو الأمام”.
واذ اعتبر أنه “ليس هناك فائزون في هذا الاستحقاق ، أثنى جعجع على توصيف مجلة “المسيرة” لهذه الإنتخابات “رفاق تنتخب رفاق”، “قوات تنتخب قوات”.
وأكد أن “أرفع منصب في “القوّات” ليس رئيس الحزب أبداً ولا نائب الرئيس أو عضو الهيئة التنفيذيّة وإنما أرفع منصب في “القوّات” هو “قواتي مناضل” ومن هذا المنصب صعوداً ، كلٌّ من موقعه يحاول القيام بأقصى ما يمكن لإنجاح الحزب ولولا هذا الأمر لما تمكّنا من الوصول إلى ما نحن فيه اليوم”.
وتابع “القوّات” مستمرّة وصامدة ، لا بل أنها تكبر يوماً بعد يوم ، رغم كل ما مرّ عليها من عهود وصاية وتجنيّات وشياطين جرّبوا سابقاً وما زالوا يحاولون إلى الآن، والسبب لأن أرفع منصب في القوات هو “قواتي مناضل”، وبما أن الشيء بالشيء يذكر فمنذ أسبوعين انتقل إلى الآخرة أحد رموز هذا “القوّاتي المناضل” رفيقنا أديب غانم من منطقة الكورة، الذي أعطى الحزب دون حدود ، في الوقت الذي منصبه فقط “قواتي مناضل”.
وشدد رئيس القوات على ان “جميع المرشحين المتواجدين معنا اليوم، وقد أصريّت على وجودهم معنا ، إن كان من حالفهم الحظ سيعملون ضمن الهيئة التنفيذيّة أو من لم يحالفهم سيستمرون في العمل كالعادة فهؤلاء ترشحوا لأنهم
اعتبروا أنه يجب عليهم القيام بهذه الخطوة وليس أبداً طمعاً بمنصب من هنا أو موقع من هناك”.
وشكر جعجع الأمين العام وجميع أفراد جهاز الأمانة العامة ” على جهدهم الكبير في ترتيب وتنظيم هذا النهار الإنتخابي حيث كان كل شيء فيه دقيق وكما يجب ، وأنا خير شاهد ، إلى سهر الليالي من قبل الأمين العام وأفراد جهاز الأمانة العامة بالإضافة إلى الأمناء المساعدين وجهاز الإدارة وجهاز الإنتخابات ومجموعة الإدارات الحزبيّة التي شاركت بالإعداد لهذا النهار”.
وشدّد على انه “لم يكن من السهل أبداً تهيئة 31 ألف طلب إنتساب لخوض هذه العمليّة الإنتخابيّة ولا سيّما وجوب التأكد من كل طلب بمفرده ، فضلاً عن تحضير كل العمل التقني من أجل إجراء هذه الإنتخابات من دون أي خطأ أو شائبة أو ثغرة في أي مكان”.
إلى ذلك ، توجّه جعجع بشكر كبير جداً لشركة “EURISKO”، لصاحبيها إدغار وزياد طوق، “على العمل الممتاز الذي قامت به لأن هذه المرّة الأولى في لبنان ينجز فيها إنتخابات إلكترونيّة وفي نظام إلكتروني وتحصد هذا النجاح “.
وتمنى على “الدولة اللبنانيّة أن تأخذ من هذه الإنتخابات عبرة لكي تجرى الإنتخابات المقبلة في لبنان إلكترونيا ً، فـ90% من القواتيين المتواجدين في لبنان صوّتوا اليوم من خلال هواتفهم كما أن 100% من القواتيين في بلدان الإنتشار صوّتوا بهذا الشكل أيضاً، فهذه العمليّة سهلة وبسيطة ولكن أعرف أنه بطبيعة الحال الكثير من بينكم لا يثقون بالدولة اللبنانيّة في تنظم هكذا عمليّة إلا أننا نطرح هذا الأمر من الناحية النظريّة”.
وتابع جعجع: “أود أيضاً التوجّه بالشكر للقاعدة القواتية، التي واكبت هذه العمليّة بالشكل تبعاً للتعليمات، هذا من دون أن نغفل أنه حدث بعض الثغرات من هنا و”حدا طلع برات الحدود” من هناك، إلا أنه كان يعمد الأمين العام أو رئيس هيئة التفتيش بالحزب مباشرةً إلى إيقافها أو حتى في بعض الأحيان كنت أتدخل شخصياً في هذا الاتجاه، ولكن في المجمل يمكن القول إنها كانت عمليّة جيّدة جداً ومنظمة”.
وقال: “لا يمكنني سوى أن أستذكر في هذه اللحظة شهداء القوات وكل من تعب وأعطى إن كان دماً أو عرقاً في الحزب، لأقول لهم “نفّذ الأمر”، وقمنا بكل ما يجب علينا القيام به والمهم الآن الإستمرار من الآن وصاعداً”.
أما إلى الرفيقات والرفاق فقال “المحافظة على “القوّات” على ما هي عليه ليس أبداً إنجازاً وإنما علينا يومياً السعي إلى تقويتها وتكبير قاعدتها ، والوزنة التي أعطيت لنا قمنا بتحويلها إلى 10 أو 15 أو 20 وزنة وسنستمر في ذلك لتحويلها خلال السنوات العشر القادمة إلى 25 أو 30 أو 40 وزنة إن شاء الله، وهذا ليس فقط من أجل “القوّات” فما نقوم به ليس من أجل مصلحة الحزب كحزب لأن “القوّات” ليست غاية بحد ذاتها، بل في سبيل مؤسسة في المجتمع تعمل من أجله، فشعبنا، بكل صراحة، معذّب منذ زمن ويمكنني القول إنه منذ أيام الإستقلال حتى اليوم، باستثناء فترات قليلة، نخرج من أزمة لندخل في أخرى، لذا هدف القوات اللبنانية وعلّة وجودها وسبب ما نقوم به ، بعد أن تحوّلنا إلى تنظيم بهذا الحجم ، هو محاولة الوصول إلى حل كي لا يعود شعبنا بعد سنتين أو ثلاث على خروجه من أزمة للعودة والسقوط في أخرى ، وبالتالي هذا هدف كل ما نقوم به اليوم”.
وختم جعجع مهنئاً الجميع “أشدّ على أيدي من سيعملون في الهيئة التنفيذيّة كما أشد أكثر على أيدي من سيستمرون في العمل حيث هم ففي النهاية كل ما نقوم به هو عمل في حقل
الرب” .وطالب الأمين العام والأمناء المساعدين وجميع أفراد “الطقم الإداري” إرسال استقالاتهم اليوم بعد إنتخاب هيئة تنفيذيّة جديدة.
ورداً على سؤال عما ستتخذ الهيئة التنفيذيّة الجديدة من قرارات حول ما يجري اليوم على الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة بعد سماع تصريحات عدّة من الحكومة اللبنانيّة توحي بأن القرار ليس بيدها في ما خص المناوشات الحاصلة على هذه الحدود، قال جعجع: “قد بدأنا مع الهيئة التنفيذيّة السابقة بمسار واضح وهو أننا لا يمكننا أن نترك لبنان في مهب الريح، فما يمكن إنقاذ البلاد هو أن تتخذ الحكومة قرار بالتطبيق الفعلي للـقرار 1701 الذي يعترف به الكون أجمع وموافق عليه من قبل الحكومة اللبنانيّة بالإجماع كما أن جميع الأفرقاء السياسيين بمن فيهم “حزب الله” موافقون عليه، فلبنان يصبح بمأمن إن تم تطبيق هذا القرار، كما أن الجيش اللبناني منتشر في مناطق تطبيق الـ1701، والقوى الدوليّة متواجدة أيضًا ، من هنا لا يمكننا أن نترك البلاد بمهب الريح والمخاطر المحدقة بنا بسبب قلّة الجديّة وإهمال الأمور وكأنه ليس هناك من أحد مسؤول في البلاد، الحكومة مسؤولة بالدرجة الأولى وإن لم تتحمل مسؤوليتها
فسنعمل على تحريك الموضوع على مستوى مجلس النواب من أجل أن يرسل توصية لها يطلب من خلالها المناداة بالتطبيق الفوري للـ1701″.
من جهّته، ألقى الأمين العام اميل مكرزل كلمة أعلن في خلالها النتائج، وقال: “يمكننا القول الآن وبعد انتهاء عمليّة الإقتراع أن الرفاق انتخبوا الرفاق وأن الفائز الأكبر هو “القوّات اللبنانيّة” . فاز بالتزكية عن مقعد رئيس الحزب الرفيق سمير جعجع، وعن مقعد نائب الرئيس الرفيق جورج عدوان، وعن مقعدي البقاع الرفيقين ميشال تنوري وبشير مطر”.
وتابع: “أجريت الإنتخابات الحزبيّة لإنتخاب أعضاء الهيئة التنفيذيّة الـ9 بمشاركة 23 مرشّح، حيث انطلقت عمليّة الإقتراع اليوم الأحد 29-10-2023، في تمام الساعة السادسة صباحاً واختتمت عند الساعة السابعة مساءً. بلغت نسبة الاقتراع 58.9%، وكان عدد المقترعين الاجمالي 18321 من اصل 31107 ناخب تتوافر لديهم الشروط المطلوبة للمشاركة في الاقتراع. بلغ عدد المقترعين في لبنان 16663 وفي الانتشار 1658. شارك عبر الهاتف 16537 و1784 في مراكز الاقتراع – ميغاسنتر. وجاءت
النتائج كما يلي: عن مقعد بيروت فاز الرفيق دانيال سبيرو بـ12511 صوتاً، عن مقعد الانتشار فاز الرفيق جوزيف جبيلي بـ12889 صوتاً، عن مقاعد جبل لبنان فاز الرفاق: ماجد إيدي أبي اللمع بـ12483 صوتاً، طوني كرم بـ9856 صوتاً ومايا زغريني بـ8904 أصوات، عن مقاعد الشمال فاز الرفاق: أنطوان زهرا بـ17209 أصوات، إيلي كيروز بـ13288 صوتاً ووهبي قاطيشا بـ10485 صوتاً، عن مقعد الجنوب فاز الرفيق أسعد سعيد بـ9928 صوتاً”.
وختم مكرزل: “هذه كانت النتائج، وكما عرفتم جميعاً الإقتراع حصل بطريقة رقميّة عبر الهاتف والميغاسنتر وقد صدرت النتائج عند الساعة السابعة مساءً عند إقفال صناديق الإقتراع، وكل انتخابات وأنتم بألف خير”.