استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى كتلة تجدد التي قال باسمها بعد اللقاء النائب ميشال معوض: تشرفنا اليوم ككتلة تجدد بزيارة صاحب السماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، في إطار سلسلة من اللقاءات والزيارات والمشاورات التي ستجريها الكتلة، على وقع الأحداث الخطيرة الجارية في المنطقة وفي لبنان. فنحن نعتبر أن دار الفتوى هي مرجعية وطنية كبرى لطالما شكلت وتشكل الضمانة للبنان وسيادته ودولته ووحدة أبنائه.
إننا نشدد من هذه الدار على المواقف التي أعلنتها الكتلة، رفضاً للحرب في غزة وعليها، ونتمسك بالقيم الإنسانية التي ترفض قتل الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء، كما التعرض للمستشفيات وللأماكن المقدسة من مساجد وكنائس. ونؤكد، انطلاقاً من روحية مواقف دار الفتوى، على دعمنا الثابت والمستمر لقضية الشعب الفلسطيني، الذي آن له أن ينال حقوقه المشروعة في إنشاء دولته المستقلة على أسس الأرض مقابل السلام، والقرارت الدولية، ووفقاً لحل الدولتين الذي أقرته المبادرة العربية للسلام من بيروت سنة 2002. هذا المسار، عطّلته إسرائيل بكل الوسائل على مر العقود، ما جعل الشعب الفلسطيني عرضة لعملية إبادة وتنكيل لا مثيل لها.
إننا نشدد من هذه الدار، على دعم الجهود العربية والدولية لحماية المدنيين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وندعو المجتمع الدولي إلى بذل كل الجهود وممارسة كل الضغوط، للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يؤدي الى استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويتيح له الفرصة كي يعيش بأمن وكرامة. إن حل الدولتين هو المدخل الحقيقي لاستقرار مستدام في المنطقة ولانتصار لغة السلام على الكراهية، والاعتدال على التطرف، والأمن والنمو على الحرب والدم، كما يشكل مصلحة لبنانية استراتيجية إذ إن قيام دولة الاستقلال في فلسطين يسهل قيام دولة السيادة والقانون في لبنان.
وانطلاقاً من هذه الثوابت تجاه القضية الفلسطينية، نؤكد أن مسؤوليتنا الوطنية تقتضي جمع اللبنانيين على أولوية حماية لبنان. فلقد حان الوقت أن نراجع تاريخنا ونتعلم من تجاربنا السابقة وكلفة انقساماتنا وحروب الآخرين على أرضنا.
إننا اليوم أمام خطر كياني داهم، في غياب دولة فعلية، وفي ظل أسوأ الظروف الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي يمر بها اللبنانيون، ما يتطلب أن يبقى لبنان أولًا وأن نتوحد على حمايته، وإلا نكون قد ارتكبنا جريمة مميتة بحق أنفسنا، وبحق وطننا، وبحق أبنائنا وشبابنا.
لذلك نعلن رفضنا القاطع لزج لبنان في أية مغامرة، قد تعرضه لأفدح الخسائر في الأرواح والبنى والممتلكات، ولا نقبل أن يتم إقحامه رغماً عن إرادة أبنائه، في ساحة الصراع. دعوتنا اليوم لتحييد لبنان عسكرياً عن هذا الصراع المدمر، ما يعني:
أولاً: استعادة لبنان قراره السيادي، ورفض تلزيم هذا القرار الى أية جهة، أو السماح لأي مسؤول خارجي أن يقرر عنه.
ثانياً: وقف العمليات الحربية فوراً والخروج من ما يسمى منظومة “قواعد الاشتباك”، التي تضع لبنان خارج المظلة الدستورية والدولية، ورفض السماح لأية جهة مسلحة خارج الدولة، لبنانية أو غير لبنانية، باستعمال الجنوب منصة لمشاريعها، والعودة إلى التطبيق الشامل للقرار 1701 وسائر القرارات المتعلقة به، وتسلم الجيش اللبناني حصراً مهمة حماية الحدود اللبنانية، ومنع التسلل وانتهاك الخط الأزرق، وحماية الجنوب ولبنان من أي اعتداء.
إن كتلة تجدد التي تمثل أطيافاً متنوعة من المجتمع اللبناني، تطلق اليوم صرخة وطنية عالية لحماية لبنان، قبل فوات الأوان، وسيكون للكتلة سلسلة اتصالات بهدف بلورة موقف لبناني جامع، يرتكز على حماية لبنان وتحييده عسكرياً وعودته إلى كنف القرار 1701، كما على دعم قضية الشعب الفلسطيني المحقة.