كتب/زاهي حميد
في كلّ مرّة يرحل عن هذه الدّنيا عملاق من عمالقة الفنّ العربيّ نشعر جميعاً بالتحسّر على الوضع الفنّيّ العام الّذي وصلنا إليه في عالمنا العربيّ مقارنةً بما تركه لنا هؤلاء العمالقة.
نجاح سلام إنضمّت اليوم إلى قافلة الكبار الّذين تركوا هذه الحياة الدّنيا، تاركة لنا إرثاً فنّيّاً كبيراً ومسيرة حافلةً من الفنّ الجميل والرّاقي الّذي خلّدها في تاريخ الفن العربي، إضافةً إلى موهبتها الفذّة غناءً وتمثيلاً؛ الموهبة التي كانت وحدها المقياس للتّربّع على عرش النجوميّة؛ هذا العرش الّذي كان عالياً، ذو قيمة وصعب المنال أيام نجاح سلام ومثيلاتها ممّن صنعوا أمجاد الفنّ العربيّ…
نجاح سلام الّلبنانيّة كانت إبنة الوطن العربي أجمع. إشتهرت بعروبتها وقوميّتها وكانت مصر هي نقطة إنطلاقتها الأساسية والبلد الحاضن لموهبتها، فكرّمتها بأغنية “يا أغلى إسم في الوجود يا مصر” وباتت تلك الأغنية بمثابة هويّة أو جواز سفر لسلام إلى مصر وإلى قلوب المصريّين.
أغنيات الراحلة الكبيرة التي اشتهرت من خلالها منذ ما يقارب السبعين سنة، لاتزال إلى يومنا هذا تُسمع وتُغنّى في كلّ البلاد العربية؛ فمن من الجيل القديم أو من جيلنا الحديث لا يعرف أغنيات “حول يا غنّام” أو “ميّل يا غزيّل” أو “برهوم حاكيني” و “الشاب الأسمر جنّنّي” وصولاً لأغنية”يا زمان الوفا” الّتي قدّمتها عبر فيديو كليب في التسعينيات وشاركها التمثيل حينها الرّاحل عبدالله حمصي ( أسعد)… هذا بالإضافة للكثير غيرها من الأعمال الّتي قدّمتها الرّاحلة خلال سنوات مسيرتها الطّويلة؛ وقد غنّت الكثير من الأغنيات الوطنيّة، كما تميّزت بتقديمها العديد من الإبتهالات الدّينيّة.
كان للراحلة تجارب تمثيلية عديدة أيضاً في السينما المصرية مع كبار النجوم كسعاد حسني وكمال الشناوي وفريد شوقي وشمس البارودي…
تمّ تكريمها في معظم البلاد العربية وغنّت في الكثير من المناسبات الوطنيّة في لبنان ومصر وسوريا والعراق والأردن…وقد تم تكريمها في مصر ومنحها الجنسيّة المصريّة، كما منحها الرئيس اللبناني الرّاحل الياس الهراوي وسام الإستحقاق الّلبناني برتبة فارس…