فوز تيمور لرئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي بالتزكية رسمت له المستقبل وباستمرارية الزعامة الدرزية الاقطاعية في منطقة الشوف من جبل لبنان وغيرها من المناطق إن كان في لبنان وسوريا وحتى جزء كبير من فلسطين التي أصبحت دولة اسرائيل المسكونة من جماعتهم أيضاً وكانت هذه الخطوة منتظرة ومتوقعة خصوصاً بعد إعلان والده وليد جنبلاط استقالته من موقعه الذي ظل متمسكاً به منذ 46 عاماً بعد استشهاد والده المعلم كمال جنبلاط.
غير أنّ مسيرة تيمور إلى هذا الموقع ليست وليدة اليوم، بدأت فعلياً في 19 آذار 2017 عندما قلّده والده كوفية الزعامة خلال الاحتفال بالذكرى الـ 40 لاغتيال جده وخاطبه حينها: يا تيمور، سر رافع الرأس واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط، واشهر عالياً كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الأحرار والثوار، كوفية المقاومين لإسرائيل أياً كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة …
هل بعد استقالة وليد جنبلاط يتمّ التحضير لولادة مجلس الشيوخ يترأسه زعيم المختارة السابق المستقيل ولا يسمح لغيره ترأس هذا المركز تمهيداً لإهدائه إلى نجله تيمور ؟
هل سيعين نائباً لرئاسة الجمهورية شخصاً من الطائفة الكاثوليكية كما تمّ الاتفاق عليه في الرياض سابقاً..
نصّ اتفاق الطائف حينها على إلغاء الطائفية السياسية واعتماد المواطنة كمعيار أساسي في كل الأمور. ومن هذا المنطلق، دعا هذا الاتفاق الذي عقد عام 1989 لإنشاء مجلس شيوخ على أساس طائفي مذهبي تنحصر مهمته في أمرين: منع تقسيم كيان لبنان ومنع اندماجه.
ولو عدنا إلى وثيقة الوفاق الوطني التي تمّ التوافق عليها في اتفاق الطائف، يتبين بما لا يقبل الشك أنّ هذه الوثيقة أقرت ضرورة إلغاء الطائفية السياسية في لبنان باعتبار ذلك مطلباً وهدفاً وطنياً يجب العمل للوصول إليه.
لماذا لا يطبق الدستور على هذه المراكز ويتحول لبنان بموجب اتفاق الطائف إلى دولة وطنية ديمقراطية ككل دول العالم لا تمييز طائفيٍّ ومذهبيٍّ فيها ولا فرق بين مسلم ومسيحي في كافة مرافقها.
من سيكون التالي من باقي الاحزاب والمليشيات سيورث خلافته لنجله ؟