ألمشاكل في لبنان ليست برئاسة الجمهورية
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
يطرحون الاسماء ويُلهون الشعب عن مطالبه بعد هذا الانهيار المالي والاقتصادي وتفجير ٤ آب ..
فمشكلتنا تنحصر فقط بعدم وجود دولة ولا نظام فنحن ذاهبون إلى مخطط خطير تسعى إليه إحدى الطوائف اللبنانية للتغيير بالعرف بعدما عملوا وتمسكوا به ما يقارب الثمانين سنة…
اللبناني اليوم يعيش بضغط غير مسبوق لمواقف الكتل والتيارات والاحزاب التي تتنافس على كرسي دون صلاحية ..
ولذلك لم يكن الصراع السياسي الدائر في لبنان نتاج يوم وليلة أو حدثاً مؤقتاً مرّت عليه الأيام، بل هو عميق عمق تاريخ هذا الشعب وانقساماته الطائفية والفكرية والثقافية، ويمكن الجزم بأنّ التركيبة الطائفية في المجتمع اللبناني هي السبب الرئيسي في هذا الصراع، فهو مجتمع له عدة أوجه كلٌّ منها يبحث عن ذاته وكينونته من خلال التحالفات الخارجية واستجداء الخارج، فهناك لبنان العربي المسلم السني الذي لا يريد أن يخرج عن عباءة الأمة العربية الواحدة، وهناك لبنان المسيحي الذي يريد أن تكون ملامحه أوروبية، وهناك أيضاً لبنان الشيعي الذي يرتبط بإيران أكثر من ارتباطه بأمته العربية.
أصبح اللبناني منذ نشأة هذا الكيان يعاني حالة مرضية مستفحلة، فهو يولد طائفياً ويفكر طائفياً ويتعلم طائفياً ويتصرف طائفياً ويفرح طائفياً ويحزن طائفياً ويخاف طائفياً ويتزوج طائفياً ويموت طائفياً حتى يأكل ويشرب طائفياً..
فساد النخبة السياسية والمالية في لبنان وشهوتهم إلى السلطة وعدم كفاءتهم قد دفع البلد المضطرب بالفعل إلى الهاوية، بينما يواجه الفقراء والطبقة الوسطى انهيارًا اقتصاديًا وتلاشي الخدمات لذلك انتخاب الرئيس أو بالأحرى تعيين الرئيس هذه الايام ليس بهذه السهولة ..
رئيس الجمهورية القادم سيكون رئيساً كاميكازياً لأنه سيواجه دول العالم، سيستلم وطناً منهاراً اقتصادياً وسيواجه التقسيم الذي تسعى إليه دول عظمى لتحقيقه كما سيواجه النازح السوري بوجوده وتوطينه، رئاسة الجمهورية اليوم ليست كما حصل في السابق أي السماح لانهيار الوطن وتسويات أكثر كما حصل مع الرؤساء السلف. فممنوع عليه أن يقول “ما خلونا لأنهم ما رح يخلوه”سيكون من واجبه مجابهتهم لأجل ذلك
لا يوجد إلا مرشح واحد لغاية اليوم يملك هذه الصفة الكاميكازية وهو من خارج هذه المنظومة لم يتداول اسمه بالاعلام إلا قليلاً.. هل تعلم من يكون؟