كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس) .
نناشد الكنائس المسيحية والمرجعيات المسيحية في العالم بأن يلتفتوا إلى فلسطين
بأن يلتفتوا إلى أرض الميلاد .
إعداد ربا يوسف شاهين/سورية
ومع استمرار القصف ليلاً ونهارا على غزة الأبية نتساءل أين هي المنظمات الأممية وغيرها من المنظمات الحقوقية والتي تعنى بالأطفال مع كل هذه المجازر بحق الأطفال والمدنيين والمؤسسات ودور العبادة ؟
▪️حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء
يحدثوننا عن هدنة إنسانية ، وعملية تبادل ، وهذا
أمر حسن ، وهذه محطةٌ نتمنى أن تؤدي بعد إذٍ إلى وقف هذه الحرب ، ووقف هذا العدوان .
أهلنا في غزة الأبية ، يستحقون أن يعيشوا في أوضاع أفضل ، ومنذ أربعين يوم وأكثر ، وهم يتعرضون لسياسة التطهير العرقي ، حيث تنهمر عليهم القذائف والصواريخ الاحتلالية الغاشمة ، مخلفة دماراً هائلاً ، ناهيك عن الشهداء ، ناهيك عن الدماء ، ناهيك عن الآلام والاحزان ، ناهيك عن الاطفال الذين قتلوا بهذه الطريقة المروعة ، وهذا بحد ذاته ، إنما هو وصمة عار في جبين الإنسانية.
نتساءل بعد مرور هذه الأيام ، والقصف مستمراً و متواصلاً ليلاً ونهاراً ، أين هي المنظمات الأممية الامم المتحدة ؟ وغيرها من المنظمات الحقوقية ؟ أين هي المنظمات التي تعنى بحقوق الأطفال ؟ أين هي المنظمات التي تتغنى بحقوق الإنسان ؟ لماذا نلحظ أنها مغيبة ، وبعضها يصدر بيانات خجولة “، لرفع العتب كما نقول بلغتنا العامية “
أنا أعتقد , بأن هذه المنظومة المؤسسات والهيئات الاممية والحقوقية ، مقصرة إلى أبعد الحدود تجاه أهلنا وابناء شعبنا في غزة الأبية ، كان من المفترض ، أن تكون هنالك تحركات أكثر فعالية وقوة لوقف العدوان منذ أيام ، ولكن ويا للأسف ، يبدو أن هذه المنظمات مخترقة ، تتعرض للضغوطات ، تتعرض للابتزازات ، وعندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني ، نراهم صامتين متفرجين ، أو يصدرون بعض البيانات الخجولة ، التي لا تغني ولا تثمن .
وهذا يعني أيها الأحباء ، أننا لا يمكننا أن نراهن على اي جهة خارجية ، لا على منظمات أممية ، ولا على منظمات حقوقية ، نحن طبعاً نتمنى ونطمح ، إلى أن يتغير و يتبدل حال هذه المنظمات ، لكي تكون أكثر عدلاً و إنصافاً و جرأة وقوة ، في الدفاع عن شعبنا الفلسطيني المظلوم .
ولكن ريثما يتحقق هذا
رهاننا أولاً هو على شعبنا ” لا يحك جلدك إلا ظفرك”
▪️واكد سيادة المطران عطاالله حنا:
رهاننا على شعبنا الفلسطيني في فلسطين ، وفي كل مكان ، و خاصة الفلسطينيون المغتربون في بلد الانتشار ، الذين نطالبهم ونتمنى منهم ، وهم يقوموا بذلك حقيقة ، أن يكونوا سفراء لأنبل و أعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث .
الجاليات الفلسطينية والعربية بشكل عام في الغرب ، مطالبة في هذه الأيام ، وفي هذه الأوقات العصيبة ، أن تعمل بشكل أكبر وأوسع ، من أجل إيصال الصورة الحقيقية لما يحدث عندنا ، هذه الصورة التي تحجبها و تشوهها ، أبواق إعلامية مرتبطة بالصهيونية في الغرب ، طبعاً العالم يتغير لصالحنا الرأي العام العالمي يتغير لصالحنا .
وأنا يومياً أتواصل مع أصدقاء لنا في سائر أرجاء العالم ، وتحدثت في أكثر من 30 مظاهرة و مسيرة ، منذ بدء الحرب في أكثر من عاصمة وبلد غربي .
العالم يتغير ، كل شيء في هذا العالم يتغير لصالحنا ، الأحرار في هذا العالم لا يمكنهم أن يصمتوا ، لا يمكنهم أن يشاهدوا مشاهد الدمار والخراب والدماء والآلام والأحزان ، وخاصة الأطفال ، وأن تمر هذه المشاهد أمامهم مَرَّ الكرام .
في هذا العالم أيها الأحباء ، هنالك الجانب المظلم
الجانب المظلم الذي يجسده غالبية الحكام في الغرب ، الذين هم منخرطون في هذه المؤامرة ،
وهم جزء من هذه المؤامرة ، ومن هذا المخطط التدميري ، الذي يهدف إلى تصفية قضية شعبنا وإلى إحداث نكبة جديدة ، وتطهير عرقي في غزة ، هذا جانب مظلم نعرفه جميعا ، هؤلاء منخرطون في الحرب ، وهم يدعمون الاحتلال بالمال والسلاح ، ولكن هنالك جانب مشرق لا يجوز لنا أن نتجاهله ، أن الشعوب بدأت تصحو من كبوتها و بدأت تتساءل إلى أين نحن ذاهبون ؟
▪️وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
طبعاً قبل هذه الحرب ، كانت هنالك شرائح مؤازرة و متضامنة مع قضية شعبنا ، ومدافعة عن الفلسطينيين المظلومين ، ولكن اليوم ازدادت رقعة التضامن ، ازدادت رقعة التعاطف في كل مكان في هذا العالم ، حتى في الأماكن التي فيها نفوذ ” للوبي الصهيوني” ، كأمريكا وأوروبا وغيرها ، نرى هنالك تيارات كبيرة وواسعة في شعوب غربية ، بدأت تعبر عن تضامنها و تعاطفها مع شعبنا الفلسطيني .
وهؤلاء ينتمون إلى كل الأديان ، مسلمون مسيحيون يهود ، ولربما غير ذلك ، جمعتهم ألام ومعاناة الشعب الفلسطيني ، ونحن نقدر هذا ونحن نتمنى ونطالب ، أن تتسع رقعة اولئك المتفهمين لمعاناة الشعب الفلسطيني ، وخاصة في هذه الأيام ، ومع هذه الحرب الهمجية العدوانية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني .
كل التحية لأحرار العالم ، كل التحية لهؤلاء الأبطال ، دعوني أسميهم أبطال ، أبطال الميدان في كل مكان ، في هذا العالم يتحدون ” اللوبي الصهيوني”
ويخرجون في الساحات ، وفي الشوارع ، وهم يرفعون العلم الفلسطيني ، والشعارات المنددة بالعدوان ، ويطالبون بأن تنتهي الحرب ، وأن يتوقف العدوان على أهلنا في غزة .
نحن كفلسطينيين ، نحن أوفياء لكل من يقف إلى جانبنا ، لكل من يقول كلمة حق في هذا العالم ، الذي فيه حكام ، ويا للأسف منخرطون في المؤامرة ، التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني.
▪️و أضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
أما المسؤولية الكبرى ، فهي ملقاة على عاتق أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج ، هذه قضيتكم ايها الأحباء ، والذين يقتلون في غزة ، و يستهدفون في الضفة والقدس هم أخوتكم ، قد قال العرب في وقت من الاوقات : أن القضية الفلسطينية هي قضيتهم الأولى ، وأنا أتمنى أن تبقى كذلك ، أن تبقى قضية الأمة العربية قضية الأحرار من أبناء أمتنا العربية ، يجب أن تكونوا أيها الأحرار من أبناء أمتنا إلى جانب فلسطين ،
لأن الذي يتآمر على فلسطين هو متآمر عليكم .
لا تظنوا أن هذا الاستعمار ، وهذا الاحتلال ، يريد الخير لكم لأقطارنا العربية الشقيقة .
أنتم عندما تدافعون عن فلسطين ، تدافعون عن أنفسكم ، وهذا ما يجب أن يقوم به الحكام ، وما يجب أن تقوم به الشعوب ، كل الشعوب العربية وخاصة الأحرار ، من أبناء أمتنا العربية ، دافعوا عن غزة ، دافعوا عن فلسطين ، دافعوا عن القدس .
هذه مسؤولية ملقاة على عاتقكم ، وعلى عاتق كل إنسان حر في هذا العالم .
أيها الأحباء أعود و أكرر ندائي و مناشدتي ، وخاصة في هذه الأيام ، التي فيها تستعد الكنائس المسيحية في العالم ، لاستقبال عيد الميلاد الجديد
نناشد الكنائس المسيحية ، والمرجعيات المسيحية في العالم ، بأن يلتفتوا إلى فلسطين
بأن يلتفتوا إلى أرض الميلاد ، نحن بحاجة إلى صلواتكم و أدعيتكم ، نحن بحاجة إلى مواقفكم الواضحة والجريئة ، نحن بحاجة إلى الصوت المسيحي الواضح في هذا العالم ، المطالب بوقف هذا العدوان ، و المؤازر لشعبنا الفلسطيني في قضيته العادلة ، لا يجوز أن يتجاهل أحد أن هنالك قضية فلسطينية عادلة لم تحل حتى هذه الساعة ، لأن هنالك احتلال استعمار جاسمً في هذه الأرض ، يستهدف الفلسطينيين في كافة تفاصيل حياتهم .
كل المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية وحتى اليهودية أيضاً ، الغير متصهينة نحن نتمنى أن تتضافر الجهود ، بين كل المرجعيات الدينية والمرجعيات الإنسانية في سائر أرجاء العالم ، نصرة لهذا الشعب .
أيها الأحباء كما نقول في كل يوم ، وكما نؤكد في كل رسائلنا ، فلنرفع الصوت عالياً ، فليتوقف العدوان ، فلتنتهي الحرب ،
“حقناً للدماء ووقفاً للدمار”
العدوان على غزة ، هو عدوانٌ همجي ، والضفة مستهدفة ، والقدس مستهدفة ، وكلنا مستهدفون وكل واحدٍ منا يتعرض للاستهداف ، وإن تعددت
الأساليب والأنماط إلى أخره ، يجب أن نكون أقوياء ، يجب أن نكون متمسكين بثوابتنا برسالتنا بحضورنا ، نحن ندافع عن قضية عادلة ، وشعبنا الفلسطيني يستحق الحرية والتي في سبيلها قدم ومازال يقدم التضحيات الجسام .